اليوم العالمي للبيئة.. مخاوف من ظهور "جائحات مرتقبة" بسبب التغيرات المناخية

اليوم العالمي للبيئة.. مخاوف من ظهور "جائحات مرتقبة" بسبب التغيرات المناخية

"الأرض لم تعد قادرة على مسايرة مطالبنا".. بهذه الصرخة حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع دول العالم من مخاطر التغيرات المناخية وتبعات عدم التعامل بجدية مع تأثيراتها.

ويحيي العالم اليوم العالمي للبيئة في 5 يونيو من كل عام، وتحتفل الأمم المتحدة بهذه المناسبة هذا العام تحت شعار "لا نملك سوى أرض واحدة“، للدعوة إلى اتخاذ إجراءات لتمكين العيش في وئام مع الطبيعة بصورة أنظف وأكثر مراعاة للبيئة.

وقال غوتيريش، في كلمته بمناسبة يوم البيئة العالمي، إن "هذا الكوكب هو موطننا الوحيد، لكن النظم الطبيعية للأرض غير قادرة على مسايرة مطالبنا".

وأكد على ضرورة حماية صحة الغلاف الجوي للأرض، وأن يعمل البشر على حماية ثراء وتنوع الحياة على الكوكب، ومواردها المحدودة، قائلا: "لكننا متقاعسون في ذلك".

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة: "نطلب الكثير من كوكب الأرض لنحتفظ بأساليب حياة غير مستدامة، وهذا لا يؤذي الأرض فقط، بل يؤذينا نحن أيضًا".

وأشار إلى أن البيئة الصحية ضرورية لجميع البشر، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها الغذاء والمياه النظيفة والأدوية. 

ودعا غوتيريش العالم إلى إدارة الطبيعة بحكمة، وضمان العدل في الاستفادة من خدماتها، لا سيما لأكثر المجتمعات ضعفًا، قائلا: "يتأثر أكثر من 3 مليارات نسمة من التدهور البيئي، وهناك 9 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويا بسبب التلوث".

وأضاف أن "أكثر من مليون من الأنواع النباتية والحيوانية تواجه خطر الانقراض، وكثير منها سينقرض في غضون عقود، وما يقرب من نصف البشرية يقعون بالفعل في منطقة الخطر المناخي".

وطالب غوتيريش دول العالم بتسريع العمل في مجال خلق الطاقة المتجددة، والتقليل من التعقيدات البيروقراطية وإعادة توجيه الإعانات المالية ومضاعفة الاستثمار في هذا المجال 3 مرات. 

ومنذ عام 1973 يحتفل العالم بيوم البيئة العالمي، إذ تحول الاحتفال إلى منصة عالمية للتواصل البيئي، بهدف إحداث تغيير في عادات البشر والسياسات البيئية الوطنية والدولية. 

بدورها قالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "بدأنا الاحتفال بيوم البيئة العالمية والجميع يعرف أننا نحتاج إلى العمل معا لحماية الهواء والأرض والماء".

وأضافت: "لكن اليوم، نحن أمام حاضر ومستقبل مليء بموجات الحر والجفاف والفيضانات وحرائق الغابات والأوبئة والهواء الملوث والمحيطات المليئة بالبلاستيك، باختصار نحن نسير عكس عقارب الساعة".

جائحات مرتقبة

من جانبه قال أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، ومستشار برنامج المناخ العالمي، الدكتور مجدي علام، إن العالم يواجه مخاطر بيئية مفزعة هي في الأساس من صنع البشر.

وأضاف علام في تصريح لـ"جسور بوست": "العالم في بداية المعاناة من التغيرات المناخية، والقادم أسوأ، وحتى لو تحرك العالم الآن نحو اتباع سياسات صارمة لحماية البيئة، فالنتيجة ستكون التقليل من معدل التدهور البيئي وليس العودة لما كنا عليه".

ومضى قائلا: "الأرض تئن ولن تحتمل أفعالنا البشرية ستعاني من ارتفاع مستمر في درجات الحرارة، فالمؤشرات تؤكد إمكانية زيادة درجة حرارة سطح الكرة الأرضية بأكثر من درجتين ونصف درجة مئوية".

وأوضح أن ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية يعني حدوث أخطار كبيرة على الزراعة والأمن الغذائي وصحة الإنسان على المديين القريب والمتوسط. 

وتابع أن "اتفاقية باريس للمناخ (عام 2015) دعت إلى ضرورة الحد من زيادة درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية، وكلما ارتفعنا عن هذا الحد كلما زادت المخاطر".

وقال إن "ما نراه الآن من موجات جفاف وتزايد درجات الحرارة عالميًا وندرة سقوط الأمطار، هي مجرد بوادر لاستهتار البشرية والتعامل بعدم جدية مع تحذيرات خبراء البيئة بضرورة خفض الانبعاثات الكربونية". 

وأضاف أن "فترات الجفاف الطويلة تؤدي إلى خسائر ضخمة في مساحة الرقعة الزراعية، والتصحر العالمي ارتفع حالياً بنسبة 35 ضعفا، عن المعدل الذي كان عليه في سبعينيات القرن المنصرم". 

وأشار علام إلى أن التغير المناخي يعتبر أحد أبرز العوامل التي تساعد على انتشار الأوبئة والأمراض، وهو ما يهدد بظهور جائحات مرتقبة، ربما تكون أصعب من كوفيد-19، من بينها أمراض الملاريا والكوليرا والأمراض التنفسية والقلبية وغيرها.

وأشار إلى أن الدراسات العالمية، حذرت من ظهور أوبئة جديدة وأمراض معدية، بسبب تدهور المناخ، وزيادة الاحتباس الحراري، موضحًا أن هذه الدراسات تتوقع أن يساهم التغير المناخي في انتشار آلاف الفيروسات بين البشر والحيوانات خلال العقود المقبلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية