بين الغضب الشعبي وتكدس الملفات.. طالبو اللجوء في بريطانيا ينتظرون الأمل

بين الغضب الشعبي وتكدس الملفات.. طالبو اللجوء في بريطانيا ينتظرون الأمل
عناصر من الشرطة أمام فندق للاجئين- أرشيف

بين جدران الفنادق التي تحولت إلى مراكز إيواء، يعيش أكثر من 32 ألف طالب لجوء في المملكة المتحدة انتظارًا طويلًا، بينما تعصف بالخارج تظاهرات مؤيدة ومعارضة، تختصر حجم الانقسام الذي تثيره قضية اللجوء في البلاد.

بداية الشرارة جاءت من فندق في بلدة إيبينغ جنوب شرق إنجلترا، حيث أدى اتهام أحد المقيمين بالاعتداء على فتاة قاصر إلى موجة غضب محلي سرعان ما تحولت إلى احتجاجات، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الأحد. 

خلال عطلة نهاية الأسبوع، امتدت المظاهرات إلى مدن مثل بريستول وليفربول ونيوكاسل، بين من يطالب بوقف استقبال اللاجئين، وآخرين يدافعون عن حقهم في الأمان والعيش الكريم.

في بريستول، فصلت شرطة الخيالة بين التظاهرتين. أحد الضباط وصف المشهد، قائلاً: "كان الوضع قابلاً للاشتعال، لكننا حاولنا إبقاء الجميع في أمان".

وعود وإصلاحات مؤجلة

وعدت الحكومة الجديدة بقيادة حزب العمال بإصلاح شامل للنظام، معلنة إنشاء هيئة مستقلة لتسريع النظر في الطعون، وإنهاء ما تسميه "الاعتماد المكلف على فنادق اللجوء". 

واعترفت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر بأن النظام الحالي "في حالة فوضى عارمة"، مع تراكم غير مسبوق في الملفات وتوقف شبه كامل في المحاكم المختصة.

لكن خلف هذه الوعود، هناك قصص صامتة.. مهاجر من السودان –رفض ذكر اسمه خوفًا من التأثير على قضيته– قال لصحفيين محليين: "نعيش في غرفة واحدة منذ أكثر من عامين، ننتظر فقط.. لا دراسة، لا عمل، لا مستقبل واضحاً.. كل ما نراه حولنا هو غضب الناس منا".

وتكشف شهادة المهاجر السوداني البعد الإنساني للقضية.. شعور دائم باللا يقين، ووصمة اجتماعية تتفاقم مع كل مظاهرة جديدة.

ما بين السياسة والواقع

قد تزيد الاحتجاجات المقبلة المقررة في عطلة يوم الاثنين الضغط على الحكومة، التي تجد نفسها بين مطرقة الرأي العام وسندان التزاماتها الدولية. 

أما آلاف طالبي اللجوء فما زالوا يترقبون قرارًا قد يغير حياتهم أو يبقيهم عالقين في غرف فنادق تحمل أسماء براقة لكنها في الواقع مجرد منازل مؤقتة بلا أفق.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية