آلاف يتظاهرون في ولاية وان دعماً للسلام وحقوق الكرد بتركيا

شهدت ولاية وان في شمال كردستان بتركيا، الأحد، مظاهرة جماهيرية حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين للمطالبة بإطلاق عملية سلام جديدة وضمان نجاحها، وقد أقيم التجمع في حديقة موسى عنتر تحت شعار "السلام والحل الديمقراطي".

دعوات للوحدة والحوار

خلال الفعالية، ألقى عدد من القيادات السياسية كلمات بارزة، من بينهم الرئيس المشترك لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب تونجر باكرهان، والرئيس المشترك لحزب الأقاليم الديمقراطية كسكين بايندر، إضافة إلى الناشطة البارزة في حركة المرأة الحرة غولتان كشاناك، وطالب المتحدثون جميعهم بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الكردية في تركيا عبر الحوار السياسي وفق "كردستان 24".

قال باكرهان في كلمته إن تشكيل لجنة خاصة لزيارة عبدالله أوجلان وفتح حوار مباشر معه خطوة ضرورية لضمان أي مسار تفاوضي، مضيفاً أن وحدة القوى السياسية، رغم اختلاف أيديولوجياتها، شرط أساسي لتحقيق السلام.

صوت الناس من الميدان

من جانبهم، عبّر متظاهرون عن مطالبهم بالسلام وحق أطفالهم في التعليم باللغة الكردية، مؤكدين رغبتهم في أن تُدرَّس الأجيال القادمة بلغتها الأم، ودعوا الأهالي إلى التمسك باستخدام الكردية داخل منازلهم كجزء من الحفاظ على الهوية والثقافة.

أعلن مسؤولو حزب المساواة وديمقراطية الشعوب أن نشاطاتهم الشعبية ستتواصل خلال شهر سبتمبر المقبل، مؤكدين أن الحراك السلمي سيستمر حتى تحقيق مطالبهم.

تأتي هذه المظاهرة في وقت تتجدد فيه الدعوات داخل تركيا لإحياء عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني، بعد أن توقفت المفاوضات بين الحكومة التركية والحركة الكردية عام 2015 عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، ومنذ ذلك الحين، تشهد مناطق جنوب شرقي تركيا وكردستان الشمالية مواجهات عسكرية متقطعة وتضييقاً سياسياً على الأحزاب الكردية، ومع تطور الأحداث اعلن حزب العمال الكردستاني، الذي حمل السلاح في 1984 ضد الدولة التركية، في مايو الماضي أنه سيسلم سلاحه ويحل نفسه وتم تشكيل اللجنة البرلمانية هذا الشهر لتمهيد الطريق نحو سلام دائم، وهو ما يعود بالنفع أيضا على العراق وسوريا.

ويؤكد ناشطون أن غياب الحوار السياسي يفاقم من التوترات الاجتماعية ويقوّض فرص الحل السلمي، في حين تظل مسألة الحقوق الثقافية والتعليم باللغة الكردية مطلباً محورياً في الخطاب الكردي.