مجازر دارفور تتصاعد وسط صمت دولي ومطالب بوقف التطهير العرقي

مجازر دارفور تتصاعد وسط صمت دولي ومطالب بوقف التطهير العرقي
نازحون سودانيون- أرشيف

واجه سكان السودان موجة جديدة من عمليات القتل الجماعي في ولاية شمال دارفور، أمس الأحد، حيث قُتل 13 مدنياً بينهم 5 أطفال و4 نساء و4 من كبار السن في مجزرة نفذتها قوات الدعم السريع قرب خزان قرلو على مقربة من مدينة الفاشر، وفق ما أكدته شبكة أطباء السودان.

وكشفت الشبكة الطبية السودانية، في بيان لها، أن قوات الدعم السريع أقدمت على تصفية المدنيين بطرق وحشية على أساس إثني، معتبرةً أن الجريمة تمثل حلقة جديدة في مسلسل التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تتعرض لها دارفور منذ اندلاع الحرب. 

وأشارت إلى أن استهداف الفئات الأضعف مثل الأطفال والنساء وكبار السن يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير السكان قسراً من أراضيهم على أسس عرقية.

مطالب بالتحرك الدولي

أدانت الشبكة الطبية هذه المجزرة، مؤكدة أنها تندرج ضمن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى التحرك الفوري لإيقاف ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" في دارفور. 

وطالبت بفرض قرارات عاجلة ضد قيادات قوات الدعم السريع التي تواصل انتهاكاتها المروعة بحق المدنيين في ظل غياب الردع الدولي. 

وفي المقابل، لم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق رسمي على هذه الاتهامات حتى اللحظة.

تجدد القتال في الفاشر

أعلنت لجان مقاومة الفاشر، الأحد، عن تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع داخل المدينة، مشيرة إلى أن الأخيرة صعّدت من هجماتها العشوائية على الأحياء السكنية، ما تسبب في سقوط ضحايا مدنيين. 

واتهمت اللجان الشعبية القوات المهاجمة بمواصلة فرض حصار خانق على المدينة منذ العاشر من مايو 2024، على الرغم من التحذيرات الدولية التي تؤكد أن الفاشر تمثل مركزاً حيوياً للعمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

واندلعت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، وأسفرت منذ ذلك الحين عن مقتل عشرات الآلاف، إلى جانب نزوح ولجوء نحو 15 مليون آخرين، بحسب بيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. 

وقدّرت دراسة حديثة أعدتها جامعات أمريكية عدد الضحايا بما يقارب 130 ألف قتيل، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي باتت تهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي في السودان.

أزمة إنسانية غير مسبوقة

فاقمت هذه الجرائم المروعة الوضع الإنساني المتدهور أصلاً في دارفور، حيث يواجه ملايين النازحين ظروفاً قاسية وسط انعدام الأمن الغذائي وانتشار الأمراض ونقص الخدمات الأساسية. 

ويرى مراقبون أن استمرار الهجمات على أسس عرقية يهدد باندلاع موجة جديدة من الصراعات الممتدة، على غرار ما شهدته دارفور مطلع الألفية حين ارتُكبت جرائم إبادة جماعية راح ضحيتها مئات الآلاف.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية