على "شفير الانهيار التام".. برنامج الأغذية العالمي يحذّر من كارثة غذائية في غزة
على "شفير الانهيار التام".. برنامج الأغذية العالمي يحذّر من كارثة غذائية في غزة
فاقم الحصار الطويل والحرب المستمرة على قطاع غزة من أزمة الجوع التي باتت تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان، حيث يواجه السكان كارثة إنسانية غير مسبوقة مع نفاد الغذاء وشح المياه وغياب الدواء، وتحولت معاناة الفلسطينيين إلى مشهد يومي من الطوابير الممتدة أمام نقاط توزيع المساعدات، في وقت تؤكد فيه المنظمات الدولية أن المجاعة أصبحت واقعاً معلناً لا مجرد خطر وشيك.
وبينما تستمر القيود على دخول الإمدادات الإنسانية، تتزايد المخاوف من انهيار شامل للوضع الصحي والمعيشي، ما يضع غزة في قلب واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية التي يشهدها العالم المعاصر.
وحذّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، من أنّ منظومة الغذاء في قطاع غزة تقف على حافة الانهيار الكامل، داعية إلى إعادة تفعيل شبكة التوزيع التابعة للبرنامج بصورة عاجلة، وسط تفاقم أزمة الجوع التي بلغت مستويات كارثية.
وجاءت تصريحات ماكين، اليوم الخميس، عقب زيارة قامت بها إلى القطاع، بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة رسميًا دخول غزة في مرحلة المجاعة في 22 أغسطس الجاري.
وقالت المسؤولة الأممية في بيان: "التقيت أطفالًا يتضورون جوعًا ويتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد. رأيت صورًا لهم حين كانوا أصحاء، لكنهم أصبحوا اليوم أشخاصًا لا يمكن التعرف عليهم".
وأضافت أن "اليأس بلغ ذروته"، مؤكدة أنها كانت شاهدة مباشرة على حجم المأساة.
تصعيد رغم المجاعة
وجاء تحذير ماكين في وقت كثّف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية عند أطراف مدينة غزة، التي يسعى لإخلائها من سكانها، رغم إعلان الأمم المتحدة رسميًا حالة المجاعة فيها.
وكانت إسرائيل قد طالبت الأمم المتحدة بسحب تقرير الخبراء الذي استندت إليه في إعلان المجاعة، ووصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه "كذب صريح".
وتفقدت ماكين خلال زيارتها مركزًا طبيًا في دير البلح يعالج أطفالًا يعانون من سوء التغذية، كما استمعت إلى شهادات أمهات نازحات روين معاناتهن اليومية مع انعدام الغذاء. وزارت أيضًا مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
وأشارت إلى أن برنامج الأغذية العالمي بحاجة فورية لإعادة تشغيل 200 نقطة توزيع للغذاء والمخابز والتكيات التي كانت منتشرة في مختلف مناطق القطاع، مؤكدة أن توفير الظروف الملائمة للعمل الإنساني شرط أساسي لإنقاذ حياة السكان الأكثر ضعفًا.
لقاءات إقليمية
شملت جولة المسؤولة الأممية أيضًا إسرائيل، حيث التقت رئيس الوزراء نتانياهو، إضافة إلى رام الله حيث اجتمعت برئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى.
وفي ختام بيانها شددت ماكين على أن "ما نحتاج إليه الآن هو وقف إطلاق النار.. قلبي مع أمهات غزة اللاتي يموت أطفالهن من الجوع، ومع أمهات الرهائن الإسرائيليين أيضًا.. هذا يكفي".