وزير الخارجية المصري: "غزة تواجه مجاعة مصطنعة بفعل إسرائيل"

وزير الخارجية المصري: "غزة تواجه مجاعة مصطنعة بفعل إسرائيل"
وزير الخارجية المصري في مؤتمر صحفي مع المفوض العام للأونروا

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم السبت، أن قطاع غزة يشهد "مجاعة متكاملة الأركان" نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ما يقارب العام على القطاع، محملاً السلطات الإسرائيلية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه الكارثة الإنسانية.

وأوضح الوزير المصري، خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، نقله التليفزيون المصري، أن مصر تقف بثبات إلى جانب الوكالة الأممية في مواجهة ما تتعرض له من ضغوط ومحاولات لإنهاء عملها بهدف القضاء على حق العودة للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. 

وأكد عبد العاطي أن الأونروا ليست مجرد مؤسسة إغاثية، بل شاهد حي على مسؤولية المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية الممتدة منذ أكثر من سبعة عقود.

معبر رفح تحت الضغط

شدد عبد العاطي على أن معبر رفح من الجانب المصري مفتوح على مدار الساعة لإدخال المساعدات الإنسانية، لكن السلطات الإسرائيلية تمنع مرور الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطبية، "تحت مرأى المجتمع الدولي الذي يكتفي بالصمت". 

واعتبر الوزير المصري أن استمرار هذه الممارسات يهدف إلى دفع سكان القطاع للنزوح القسري عبر خلق ظروف معيشية قاهرة، خصوصاً عبر سياسة التجويع، داعياً إلى ضرورة التوصل أولاً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل الحديث عن أي خطط لإعادة إعمار القطاع. 

وكشف عن وجود خطة عربية وإسلامية متكاملة لإعادة الإعمار تشمل الحوكمة والإدارة والتعافي المبكر، لكنها مشروطة بإنهاء العدوان ووقف نزيف الدم. 

وأكد أن مصر لا تمانع نشر قوات دولية في غزة، إذا جاء ذلك بطلب رسمي من السلطة الفلسطينية، لتأمين السكان وتدريب العناصر الأمنية.

رفض التهجير القسري

اعتبر عبد العاطي أن تهجير الفلسطينيين "خط أحمر" لمصر والأردن، مؤكداً أن المجاعة المفتعلة ليست سوى وسيلة لدفعهم قسراً إلى مغادرة أرضهم. 

وقال: "لا يمكن القبول بتوصيف الأمر بالتهجير الطوعي، فهذا أسلوب غير إنساني يرمي إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية".

جدد الوزير التأكيد على أن معبر رفح سيظل مخصصاً لمرور المساعدات الإنسانية فقط، وليس لخروج الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هناك خمسة معابر أخرى تسيطر عليها إسرائيل يمكن استخدامها إذا أرادت السلطات الإسرائيلية تحدي المجتمع الدولي، لكنه شدد على أن مصر لن تسمح باستخدام رفح منفذاً للتهجير القسري.

أسوأ أزمة إنسانية

يُذكر أن قطاع غزة يعيش منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث قُتل عشرات الآلاف ونزح مئات الآلاف من منازلهم، في حين يواجه أكثر من مليوني شخص خطر المجاعة بحسب تقارير أممية. 

وتُعد الأونروا الشريان الأساسي لتقديم المساعدات في غزة منذ عام 1949، وتواجه في الوقت الراهن تحديات غير مسبوقة بعد تجميد عدد من الدول المانحة دعمها تحت ضغط إسرائيلي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية