مع تشديد المكافحة.. أكثر من 2.5 مليون مهاجر غير نظامي غادروا الولايات المتحدة

أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن أكثر من مليونين ونصف المليون مهاجر غير نظامي غادروا الولايات المتحدة منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى منصبه مطلع العام الجاري، في إطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الهجرة غير الشرعية، تقول الإدارة إنها أسفرت عن تحقيق أعلى مستويات أمن الحدود في تاريخ البلاد.

وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم يوم الجمعة إن الإدارة الحالية حققت خلال أقل من عام ما وصفته بإنجازات تاريخية على صعيد أمن الحدود وإنفاذ قوانين الهجرة، مؤكدة أن العمل ما زال مستمراً وأن الحكومة لن تتوقف حتى تحقيق كامل أهدافها. وأشارت إلى أن السياسات الجديدة وضعت أمن الأمريكيين في صدارة الأولويات وأسهمت في ملاحقة العصابات واعتقال أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين المصنفين ضمن السجلات الجنائية وفق شبكة "فوكس نيوز".

انخفاض قياسي في العبور غير القانوني

وبحسب تقرير نهاية العام الصادر عن وزارة الأمن الداخلي، تراجعت محاولات العبور غير القانوني للحدود بنسبة تجاوزت ثلاثة وتسعين في المئة مقارنة بالعام السابق. كما أفادت الوزارة بأن تهريب مادة الفنتانيل انخفض إلى النصف، وتم توقيف أو ترحيل عشرات الآلاف من المهاجرين غير النظاميين المتورطين في جرائم، في حين وصفته الإدارة بتحول جذري مقارنة بالسياسات المتبعة خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.

وأوضحت الوزارة أنه بين أكثر من مليونين ونصف المليون مهاجر غير نظامي غادروا البلاد منذ العشرين من يناير، غادر نحو مليون وتسعمئة ألف شخص بشكل طوعي، في حين جرى ترحيل أكثر من ستمئة واثنين وعشرين ألفاً قسراً، وشجعت الإدارة الحالية المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني على العودة إلى بلدانهم عبر تطبيق إلكتروني تابع لهيئة الجمارك وحماية الحدود، يتيح الحصول على تذكرة سفر مجانية ومكافأة مالية عند المغادرة.

تعزيز الأمن ومكافحة المخدرات

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الأمن الداخلي أن هيئة الجمارك وحماية الحدود صادرت هذا العام نحو خمسمئة وأربعين ألف رطل من المخدرات، بزيادة تقارب عشرة في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما أفاد خفر السواحل الأمريكي بمصادرة ما يقرب من أربعمئة وسبعين ألف رطل من الكوكايين، في إطار عمليات تهدف إلى تقويض شبكات التهريب العابرة للحدود.

توفير مليارات الدولارات

وقالت الوزارة إن السياسات الجديدة أسهمت في توفير أكثر من ثلاثة عشر مليار دولار من أموال دافعي الضرائب، بعد إعادة عدد من الوكالات الفيدرالية إلى مهامها الأساسية، منها الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ ووكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية والخدمة السرية، كما أشادت الوزيرة نويم بجهود العاملين في قطاع الأمن، مشيرة إلى منح مكافآت مالية لضباط وموظفي إدارة أمن المواصلات تقديراً لأدائهم خلال فترات صعبة.

يشكل ملف الهجرة غير الشرعية أحد أبرز محاور الجدل السياسي في الولايات المتحدة، وقد جعل الرئيس دونالد ترامب من تشديد الرقابة على الحدود وإعادة صياغة سياسات الهجرة أولوية مركزية منذ ولايته الأولى، ومع عودته إلى البيت الأبيض هذا العام، أعادت إدارته تفعيل سياسات صارمة تهدف إلى الحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين، وتشديد عمليات الترحيل، وربط أمن الحدود بمكافحة الجريمة وتهريب المخدرات. وفي المقابل، تواجه هذه السياسات انتقادات من منظمات حقوقية ومعارضين سياسيين يرون أنها تتسم بالتشدد المفرط وتؤثر في حقوق المهاجرين، في حين تؤكد الإدارة أنها أنقذت أرواحاً وأعادت الأمن والاستقرار إلى الحدود الأمريكية.