معلمو بريطانيا: شبكات التواصل تؤجج عنف المراهقين وجرائم السكاكين
معلمو بريطانيا: شبكات التواصل تؤجج عنف المراهقين وجرائم السكاكين
حذرت نقابة المعلمين في المملكة المتحدة من أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت عاملاً رئيسياً في تصاعد عنف الشباب، بما في ذلك جرائم السكاكين التي تشغل الرأي العام البريطاني.
وأوضحت النقابة خلال نقاش في مؤتمر اتحاد النقابات العمالية بمدينة برايتون يوم الأحد أن المعلمين يواجهون بشكل متزايد آثار هذه الظاهرة في فصولهم الدراسية، مشيرة إلى أن المدارس لم تعد مجرد أماكن للتعليم، بل ساحة تظهر فيها تداعيات عالم الإنترنت غير المنضبط بحسب وكالة بي إيه ميديا البريطانية.
ودعت النقابة إلى فرض إجراءات عاجلة للحد من دوافع العنف وجرائم السكاكين سواء عبر الإنترنت أو خارجه، وشملت المقترحات إلزام منصات التواصل الاجتماعي بالإبلاغ عن المحتوى العنيف، وإزالته بسرعة، وفرض عقوبات رادعة في حال التقاعس عن التصرف.
أزمة تتجاوز العالم الرقمي
وقال الأمين العام للنقابة، مات راك، إن المعلمين يتعرضون للتهديد والاعتداء والصدمات بشكل متكرر، مؤكداً أن الشبكات الاجتماعية تزيد من خطورة الموقف عبر تضخيم المحتوى العنيف.
وأضاف أن الأزمة أعمق من الفضاء الرقمي وحده، إذ أدت سنوات من سياسات التقشف إلى إضعاف خدمات الشباب وحرمان المدارس من الموارد الكافية للتعامل مع الظاهرة.
استراتيجية وطنية مطلوبة
وأكد راك أن الحل يتطلب تحركاً وطنياً عاجلاً يشمل تنظيماً صارماً لعمالقة التكنولوجيا، وتمويلاً مناسباً للخدمات التعليمية، وصياغة استراتيجية وطنية شاملة تضمن بيئة مدرسية آمنة لكل طالب ومعلم.
تعد المملكة المتحدة من أكثر الدول الأوروبية تأثراً بجرائم السكاكين بين المراهقين، حيث تسجل الشرطة سنوياً آلاف الحوادث المرتبطة باستخدام السلاح الأبيض، معظمها في المدن الكبرى مثل لندن ومانشستر، وتربط دراسات متخصصة بين انتشار المحتوى العنيف على الإنترنت وبين زيادة النزاعات بين الشباب، في حين يحمّل خبراء السياسات الحكومية مسؤولية إضافية نتيجة تخفيض الإنفاق العام على مراكز الشباب والخدمات الاجتماعية منذ عام 2010.
هذا الواقع يضع المدارس والمعلمين في خط المواجهة المباشرة، ويجعل النقاش حول دور الشبكات الاجتماعية والتنظيم القانوني لها قضية ملحة في الأجندة البريطانية.