يوثق مأساة طفلة فلسطينية.. "صوت هند رجب" يفوز بالأسد الفضي بمهرجان البندقية
يوثق مأساة طفلة فلسطينية.. "صوت هند رجب" يفوز بالأسد الفضي بمهرجان البندقية
فاز الفيلم التونسي "صوت هند رجب" بجائزة "الأسد الفضي" في ختام مهرجان البندقية السينمائي، بعد عرضه الأول الذي أثار تأثراً بالغاً وبكاء متواصلاً للحضور، استمر التصفيق ثلاثاً وعشرين دقيقة، العمل يوثق الساعات الأخيرة في حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي قضت مطلع 2024 برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة.
المخرجة كوثر بن هنية، التي نالت تصفيق الحاضرين وقوفا عند تسلمها الجائزة مساء السبت، وقالت: "لا يمكن للسينما أن تعيد هند رجب إلى الحياة وتمحو الفظائع، لكنها قادرة على حفظ صوتها. قصتها ليست لها وحدها، بل هي مأساة شعب بأكمله يعاني من إبادة جماعية ترتكبها حكومة إسرائيلية مجرمة" بحسب فرانس برس.
تسجيل صوتي أبكى العالم
الفيلم اعتمد على تسجيلات حقيقية للمكالمة التي استمرت ثلاث ساعات بين هند، ذات الخمس سنوات، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في تلك اللحظات، كانت الطفلة تستغيث بعدما قُتل خالها وزوجته وأبناؤهما الثلاثة داخل السيارة التي احتموا بها، قبل أن تلقى حتفها هي الأخرى برصاص الجنود الإسرائيليين، وعُثر على جثتها بعد 12 يوماً، داخل سيارة مثقوبة بالرصاص في مدينة غزة.
رغم حضور نجوم عالميين في الدورة الحالية للمهرجان، طغى صوت غزة على الأجواء، فقد شهد الافتتاح رسالة مفتوحة من مجموعة "البندقية من أجل فلسطين"، أسسها عشرة مخرجين إيطاليين، دانوا فيها الحرب على القطاع، كما خرج آلاف المتظاهرين في شوارع ليدو تضامناً مع الفلسطينيين، في حين رفع فنانون دبابيس ولافتات مؤيدة للقضية الفلسطينية على السجادة الحمراء.
حرب غزة وقضية هند
اندلعت حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، ومنذ ذلك الحين، تتعرض غزة لقصف مكثف أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير واسع للبنية التحتية.
وتحولت قضية الطفلة هند رجب إلى رمز عالمي لمعاناة الفلسطينيين، بعدما وثّقت تسجيلات صوتية استغاثتها الأخيرة، لتصبح قصتها جزءاً من الذاكرة الإنسانية التي وجدت صداها في أكبر المهرجانات السينمائية الدولية.