"الغارديان": أكثر من 1800 فنان عالمي يقاطعون السينما الإسرائيلية بسبب حرب غزة

"الغارديان": أكثر من 1800 فنان عالمي يقاطعون السينما الإسرائيلية بسبب حرب غزة
وقفة أمام هوليوود للتنديد بحرب غزة

وقع أكثر من 1800 ممثل ومخرج ومنتج سينمائي، بينهم عدد من أبرز نجوم هوليوود، على تعهد يقضي بعدم التعاون مع مؤسسات سينمائية إسرائيلية يتهمونها بالتواطؤ في الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، خصوصاً في ظل ما تشهده غزة من حرب مدمرة وأزمة إنسانية خانقة. 

وأكد الفنانون أن هذا الموقف يأتي استجابة لنداء العاملين في السينما الفلسطينية، ورفضاً لـ"التواطؤ الدولي مع المجزرة"، بحسب ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء.

ونقلت الصحيفة عن الرسالة المفتوحة التي تبناها الفنانون تحت عنوان "عمال السينما من أجل فلسطين"، والتي نصت على أن الوقت الراهن يتطلب موقفاً حاسماً لمناهضة المجازر والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. 

وجاء في نص الرسالة: "في هذه اللحظة الحرجة، التي تسمح فيها حكوماتنا بالمجزرة في غزة، علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمواجهة هذا التواطؤ". 

وشارك في التوقيع المخرج اليوناني يورجوس لانثيموس، والممثلة البريطانية تيلدا سوينتون، والممثلة الأمريكية أيو إديبيري، إلى جانب آخرين من الحاصلين على جوائز أوسكار.

أهداف التعهد وحملات المقاطعة

أكد الفنانون أن التعهد يهدف إلى مقاطعة المهرجانات، ودور العرض، وشركات التوزيع والإنتاج الإسرائيلية التي تُتهم بتبرئة أو تبرير ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري" ضد الفلسطينيين. 

وأوضح الموقعون أن المقاطعة الثقافية تستلهم تجربة "صنّاع الأفلام المتحدين ضد الفصل العنصري" الذين قادوا حملة مشابهة ضد نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي. 

وأشار البيان إلى مهرجان القدس السينمائي ومهرجان "دوكافيف" للأفلام الوثائقية كأمثلة بارزة على مؤسسات تستمر في التعاون مع الحكومة الإسرائيلية.

أبعاد إنسانية وتاريخية

استحضر الفنانون الموقعون رأي محكمة العدل الدولية الصادر العام الماضي، والذي أكد أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية غير قانوني، إضافة إلى تقارير خبراء حقوق الإنسان الذين اعتبروا أن الهجوم الإسرائيلي على غزة قد يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية. 

وأوضح البيان أن المؤسسات السينمائية الإسرائيلية شاركت في "تمويه أو تبرير" الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وهو ما يدفع العاملين في السينما العالمية إلى اتخاذ موقف أخلاقي يتجاوز حدود الفن ليعانق القيم الإنسانية.

وأبرزت الرسالة انضمام أسماء لامعة من عالم السينما، مثل الممثلة البريطانية أوليفيا كولمان، والممثلة الأمريكية إيما ستون، والممثل الأمريكي مارك رافالو، والممثل البريطاني ريز أحمد، والنجم الإسباني خافيير بارديم، والممثلة الأمريكية سينثيا نيكسون. 

وأكد هؤلاء الفنانون أن رفضهم التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية لا يستهدف الأفراد الإسرائيليين العاملين في السينما، بل المؤسسات المتواطئة مع سياسات الاحتلال.

سياق متزامن مع غزة

رفضت الحكومة الإسرائيلية بدورها دعوات المقاطعة، ووصفتها بأنها "تمييزية"، مؤكدة أن عملياتها العسكرية في غزة تدخل في إطار "الدفاع عن النفس"، لكن الصور اليومية القادمة من القطاع، والتي تُظهر آلاف الأطفال والنساء الذين يتضورون جوعاً أو يسقطون تحت القصف، أسهمت في توسيع نطاق الغضب العالمي، وفي تعزيز زخم حملات المقاطعة الثقافية. 

وفي سياق متصل، حظي فيلم "صوت هند رجب"، الذي يروي مأساة طفلة فلسطينية في الخامسة قُتلت في غزة العام الماضي، بإشادة كبيرة خلال عرضه في مهرجان البندقية السينمائي، وكان من بين المنتجين التنفيذيين للفيلم النجمان براد بيت وواكين فينيكس.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية