يفاقم المأساة.. تحذيرات حقوقية من التهجير القسري للسكان في قطاع غزة
يفاقم المأساة.. تحذيرات حقوقية من التهجير القسري للسكان في قطاع غزة
عانى مئات الآلاف من الفلسطينيين على مدى نحو عامين من قصف متواصل، وتجويع ممنهج، وإجبار على العيش في مخيمات مؤقتة أو مبانٍ مكتظة، فضلاً عن النزوح المتكرر في ظروف قاسية تمثل خرقاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية.
وجاء هذا المشهد القاتم ليتجدد، اليوم الخميس، مع صدور تحذيرات جديدة من منظمات حقوقية بشأن التهجير القسري في قطاع غزة.
وأكدت منظمة العفو الدولية في بيان صدر اليوم، أن على القوات الإسرائيلية إلغاء أوامر التهجير الجماعي والفوري التي أعلنتها في التاسع من الشهر الجاري بحق سكان مدينة غزة، محذّرة من أنّ هذه الإجراءات تأتي في ظل استمرار التصعيد العسكري، وهو ما يفاقم من معاناة المدنيين ويعمّق مسار الإبادة الجماعية المتواصلة.
وأوضحت المنظمة أن دفع السكان قسراً للنزوح داخل القطاع أو ترحيلهم إلى خارجه يُعتبر انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني ويرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
شهادات ميدانية مروعة
أوضحت المنظمة أنها جمعت شهادات مروّعة من مدنيين وفرق رعاية صحية حاولوا الفرار جنوباً عقب بدء قصف الأبراج السكنية.
وأشارت إلى أن المساحة التي حددتها القوات الإسرائيلية باعتبارها "منطقة آمنة" غير صالحة للسكن ومساحتها ضيقة، بما يجعلها مكاناً غير إنساني ولا يوفر الحد الأدنى من الحماية.
وشددت على أن عمليات الإخلاء وتوسيع رقعة القصف وتدمير الأبراج السكنية التي كانت تؤوي آلاف العائلات تمثل سياسة متعمدة لفرض ظروف معيشية قاسية بهدف التدمير المادي.
تحدي القوانين الدولية
لفتت المنظمة إلى أن تجاهل "إسرائيل" المتكرر لتحذيرات المنظمات الحقوقية وعدم التزامها بأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبتها بضمان وصول المساعدات الإنسانية يمثل دليلاً إضافياً على استمرارها في تبني سياسة الإبادة الجماعية.
وحذّرت من أن هذا السلوك يعكس نية واضحة لاقتلاع الوجود الفلسطيني في القطاع وتدمير مقومات الحياة المدنية.
وأدانت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، هبة مرايف، أوامر التهجير الأخيرة ووصفتها بأنها وحشية وغير مشروعة، مؤكدة أنها تزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية المأساوية في غزة.
وشددت مرايف على أن تدمير مدينة غزة بصورة منهجية يهدد بمحوها بالكامل، وهو ما يتجلى في حجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والأحياء السكنية منذ بدء الحرب.
وأكدت أن استمرار بعض الدول المؤثرة في تزويد إسرائيل بالسلاح والدعم الدبلوماسي يشكل موقفاً غير مقبول أخلاقياً، لأنه يسهم في تدمير حياة الفلسطينيين.
ضحايا جدد للقصف
تواصل القصف الإسرائيلي منذ فجر اليوم الخميس وأدى إلى مقتل 16 مدنياً وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في هجمات طالت مناطق متفرقة من القطاع.
وشهدت مدينة رفح مقتل مدنيين أثناء انتظارهم قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية برصاص القوات الإسرائيلية، ما أضاف فصلاً جديداً من المعاناة الإنسانية.
وكشفت وزارة الصحة في غزة أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفع إلى أكثر من 64 ألفاً و656 شهيداً، إضافة إلى إصابة نحو 163 ألفاً و503 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وأكدت الوزارة أن هذه الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة منذ نحو عامين في ظل استمرار الحصار والتجويع والدمار الواسع الذي يهدد حياة ملايين المدنيين.