احتجاجات حاشدة في تل أبيب رفضاً لتوسيع الحرب على غزة

تظاهر عشرات الآلاف في شوارع تل أبيب، مساء السبت، مطالبين بإنهاء الحرب في غزة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها توسيع العمليات العسكرية والسيطرة على مدينة غزة شمال القطاع، حيث قُتل 37 فلسطينياً غالبيتهم أثناء انتظار المساعدات الإنسانية.

ورفع المحتجون لافتات وصوراً للرهائن المحتجزين في غزة، ودعوا الحكومة إلى تكثيف الجهود لإطلاق سراحهم، وقدرت وكالة “فرانس برس” أعداد المشاركين بعشرات الآلاف، في حين قال منتدى عائلات الرهائن إن العدد وصل إلى نحو 100 ألف متظاهر، وهو ما يعد أكبر من الحشود التي شاركت في الاحتجاجات السابقة ضد الحرب.

وجّه شاهار مور زهيرو، أحد أقارب الرهائن القتلى، رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قائلاً: "إذا غزوت أجزاءً من غزة وقُتل الرهائن، فسنلاحقك في ساحات المدينة وفي الحملات الانتخابية وفي كل مكان".

وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي قد أقر، ليل الخميس – الجمعة، خطة لعملية عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة غزة، ما أثار موجة انتقادات من قوى محلية وأجنبية، بينها حلفاء لإسرائيل، دعوا إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار عبر التفاوض، بهدف استعادة الرهائن وتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.

مواقف دولية رافضة

أصدرت وزارات خارجية إيطاليا وأستراليا وألمانيا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة بياناً مشتركاً حذر من أن السيطرة على مدينة غزة ستفاقم الوضع الإنساني وتعرض حياة الرهائن للخطر، فيما أعربت روسيا والبرازيل عن رفضهما للخطة الإسرائيلية، مؤكدتين أنها ستزيد من معاناة المدنيين.

ومن جانبها، نددت السلطة الفلسطينية بالخطة، حيث عدّ الرئيس محمود عباس القرار يمثل "جريمة جديدة" تضاف إلى الجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية بما فيها القدس.

وشدد الرئيس الفلسطيني على ضرورة تمكين دولة فلسطين من تسلم مسؤولياتها في غزة، ووقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية.

الأوضاع الميدانية في غزة

أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 37 شخصاً على الأقل، السبت، بنيران إسرائيلية، بينهم 30 كانوا ينتظرون المساعدات قرب مراكز تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وهي مراكز شهدت مراراً حوادث إطلاق نار على المدنيين منذ بدء عملها في مايو الماضي.

وبحسب وزارة الصحة في غزة، أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 عن استشهاد 61,369 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، في حين قُتل في إسرائيل 1,219 شخصاً جراء هجوم حماس غير المسبوق الذي أشعل فتيل النزاع.