اعتقالات وتعذيب واغتصاب.. السودان يغرق في جحيم الانتهاكات
اعتقالات وتعذيب واغتصاب.. السودان يغرق في جحيم الانتهاكات
كشف مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان موجة اعتقالات واسعة وانتهاكات ممنهجة ضد المدنيين في ولاية الجزيرة، في ظل تصاعد أعمال العنف التي يشهدها السودان منذ اندلاع الصراع الداخلي.
وأكد المرصد الحقوقي في بيان له، الثلاثاء، أن مدينة ود مدني كانت الأكثر تضرراً من هذه الحملات، حيث تحولت إلى بؤرة لانتهاكات جسيمة تمارسها قوى أمنية وعسكرية متعددة.
حلل التقرير السياق العام لهذه الانتهاكات باعتبارها جزءاً من سياسة قمعية تستهدف إخضاع المدنيين، خصوصاً النشطاء وأعضاء لجان المقاومة والمتطوعين في غرف الطوارئ.
وأوضح أن الانتهاكات لا تتوقف عند حد الاعتقال، بل تتعداها إلى التعذيب والإخفاء القسري وجرائم الاغتصاب، ما يعكس تفشي الإفلات من العقاب وغياب الحماية القانونية للضحايا.
اعتقالات واسعة النطاق
وثق المرصد اعتقال أكثر من 3300 شخص في مدن ود مدني والحصاحيصا ورفاعة، خلال الفترة من أبريل 2023 وحتى سبتمبر 2025.
وأوضح أن من بين المعتقلين نشطاءً سياسيين، أعضاء لجان مقاومة، ومتطوعين في غرف الطوارئ، إلى جانب اعتقالات ذات طابع إثني، ما يكشف البعد العنصري للقمع الممارس.
وأشار التقرير إلى أن حوالي 950 ملفاً حُوّل إلى المحاكم، صدرت فيها أحكام قاسية تراوحت بين السجن المؤبد والإعدام.
وكشف محاكمة 150 امرأة بتهم ملفقة تتعلق بالتعاون مع خصوم سياسيين، في محاكمات افتقرت لأدنى معايير العدالة، ما زاد معاناة الضحايا وأسرهم.
تعذيب وظروف مهينة
أكد المرصد وقوع 160 حالة اعترافات انتزعت تحت التعذيب، إضافة إلى احتجاز المعتقلين في ظروف غير إنسانية شملت التجويع والمعاملة المهينة.
وأشار إلى تفشي الفساد المالي داخل مراكز الاعتقال، حيث يُفرج عن بعض المعتقلين مقابل مبالغ مالية ضخمة، ما يحول العدالة إلى تجارة غير شرعية على حساب آلام الضحايا.
ووثق التقرير وقوع جرائم اغتصاب وتصفيات داخل المعتقلات، إلى جانب حالات اختفاء قسري خاصة في مدينة ود مدني.
وأكد أن هذه الجرائم تترك آثاراً مدمرة في النسيج الاجتماعي، وتضاعف معاناة النساء والفتيات اللواتي يواجهن أشكالاً مضاعفة من العنف والاستغلال.
مجزرة في الفاشر
وفي سياق متصل، أعلنت شبكة أطباء السودان، الثلاثاء، مقتل 18 شخصاً واختطاف 14 آخرين، منهم ثلاث فتيات، على يد قوات الدعم السريع خلال توغلها في أحد الأحياء الطرفية بمدينة الفاشر.
وأشارت إلى أن المدينة تعيش على وقع قصف مدفعي وجوي متواصل لليوم الثاني، أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية وانعدام الأمن الغذائي والدوائي.
وحذرت الشبكة من أن تسلل القوات إلى الأحياء السكنية وارتكابها جرائم قتل واعتقالات تعسفية يمثل تهديداً مباشراً لحياة المدنيين.
وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لتأمين الحماية وتسهيل وصول المساعدات الطبية والإنسانية، معتبرة أن استمرار هذا الوضع قد يدفع السودان إلى هاوية كارثة إنسانية غير مسبوقة.