أعاصير وفيضانات وحرائق.. التغير المناخي يهدد العالم
أعاصير وفيضانات وحرائق.. التغير المناخي يهدد العالم
يواصل التغير المناخي قرع ناقوس الخطر من خلال مظاهره الكارثية التي تشمل الأعاصير والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، لكن أخطر تجلياته يظهر بوضوح في وتيرة ذوبان الأنهار الجليدية حول العالم، فمع كل صيف جديد، تسجل أوروبا ومناطق أخرى خسائر غير مسبوقة في الكتل الجليدية التي تعد شريانًا أساسيًا للحياة والمناخ.
أكد معهد "كوبرنيكوس" التابع للاتحاد الأوروبي، وفق ما نقلته وكالة "بلومبرج"، الأربعاء، أن صيف هذا العام كان الأشد حرارة في تاريخ القارة.
وأدى ذلك إلى معدل ذوبان مقلق بلغ 1.8 متر في أنهار السويد والنرويج الجليدية، وهو رقم يفوق المتوسطات التاريخية.
وحذّر خبراء مثل السويدي إريك هوس من أن فقدان هذه القمم الجليدية الصغيرة سيكون "كارثة بيئية واقتصادية"، لا سيما أن المجتمعات المحلية تعتمد عليها في الزراعة والطاقة ومياه الشرب.
جبال الألب تحت التهديد
شهدت سويسرا بدورها خسارة فادحة، إذ فقدت الأنهار الجليدية نحو 40% من حجمها منذ عام 2000، بحسب اللجنة السويسرية لعلوم الطبيعة.
والأخطر أن الفترة بين عامي 2022 و2023 وحدها شهدت اختفاء 10% من الجليد المتبقي.
ويبرز نهر "أليتش"، الأكبر في جبال الألب بطول 20 كيلومترًا ووزن 10 مليارات طن، الذي يجتذب مليون زائر سنويًا، لكنه قد يختفي خلال 75 عامًا.
وأكد مدير مراقبة الأنهار الجليدية ماتياس هوس أن "ذوبان الجليد يتقدم بوتيرة أسرع من أي وقت مضى".
تداعيات عالمية خطيرة
امتدت آثار الذوبان لتشمل الأمن المائي عالميًا، إذ يشكل الجليد والثلوج 70% من موارد المياه العذبة على الأرض، وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ومع تراجع هذه الموارد، يتصاعد الخطر على الزراعة والصناعة والطاقة ومياه الشرب، ما يهدد ملايين البشر.
سجل القطب الشمالي في سبتمبر 2025 انخفاضًا ملحوظًا في مساحة الجليد البحري إلى 4.60 مليون كيلومتر مربع، وهو عاشر أدنى مستوى منذ بدء مراقبة الأقمار الصناعية عام 1981.
ورغم أنه لم يحطم رقمًا قياسيًا جديدًا، فإن الاتجاه العام لا يزال مقلقًا، إذ إن آخر 19 عامًا كانت الأقل غطاءً جليديًا على الإطلاق.
وأكد مرصد الأرض التابع لوكالة "ناسا" أن القطب الشمالي يزداد سخونة بوتيرة تفوق أي منطقة أخرى على الكوكب.
تهديد للحياة والتوازن البيئي
أوضحت صحيفة "إنفوباى" الأرجنتينية، أن ذوبان الجليد يهدد الحياة البرية مثل الدببة القطبية والفقمات، ويؤثر على المجتمعات المحلية التي تعتمد عليه في أنشطتها التقليدية.
كما يؤدي إلى فقدان الموائل الطبيعية للعديد من الكائنات، ما يخل بالتوازن البيئي ويدفع بعض الأنواع نحو الانقراض.
وحذرت تقارير أممية من أن استمرار الاتجاه الحالي قد يؤدي إلى اختفاء أربعة من كل خمسة أنهار جليدية في السويد بحلول عام 2100، بينما قد تخسر سويسرا أكثر من 75% من حجم جليدها إذا لم يتم خفض الانبعاثات بشكل جذري.
ويرى العلماء أن هذه الظاهرة ليست جزءًا من دورة طبيعية للمناخ، بل نتيجة مباشرة لارتفاع درجات الحرارة بفعل النشاط البشري.