قدموا في عدة قوارب.. إنقاذ 145 مهاجراً قبالة سواحل كريت خلال 48 ساعة

قدموا في عدة قوارب.. إنقاذ 145 مهاجراً قبالة سواحل كريت خلال 48 ساعة
إنقاذ 145 مهاجراً- أرشيف

أنقذت قوات خفر السواحل اليونانية، خلال 48 ساعة الماضية، 145 مهاجراً غير نظامي قادمين من شمال إفريقيا ودول مجاورة، بعدما كانوا عالقين على متن قوارب مطاطية وصيد متهالكة قبالة جزيرة غافدوس جنوب كريت، وتم نقلهم إلى البر الرئيسي لدراسة ملفاتهم، حسب ما أعلنت السلطات المحلية.

كثّفت الوحدات البحرية اليونانية، الأربعاء، بالتعاون مع وكالة "فرونتكس" الأوروبية مراقبتها لمياه البحر المتوسط، حيث رُصدت عدة قوارب مكتظة بالمهاجرين. 

وأسفرت هذه العمليات عن إنقاذ 36 شخصاً صباح أمس الثلاثاء، بمساعدة طائرة مسيّرة، فيما جرى انتشال 43 آخرين و66 في عمليتين منفصلتين يوم الاثنين الماضي. 

وأفاد شهود عيان بأن بعض المهاجرين دفعوا مبالغ تتراوح بين 2,600 و3,500 يورو للمهربين مقابل رحلة محفوفة بالمخاطر، بينما كان من بين الناجين 13 قاصراً وعدد من النساء والأطفال، في مشهد يعكس المعاناة العابرة للأجيال.

أزمة في مراكز الاستقبال

امتلأت مراكز الاستقبال المؤقتة في كريت إلى طاقتها القصوى، خصوصاً مركز "أجيا" قرب خانيا، حيث يعاني المهاجرون من نقص في المأوى والرعاية الطبية والخدمات الأساسية. 

واضطر بعضهم للنوم في العراء وسط ظروف معيشية قاسية، الأمر الذي دفع السلطات المحلية إلى مناشدة الحكومة والاتحاد الأوروبي التدخل لتوسيع القدرة الاستيعابية وتحسين مستوى الخدمات. 

وبالتوازي، يجري نقل دفعات من المهاجرين إلى مناطق أخرى في البر الرئيسي مثل لافريو لتخفيف الضغط عن الجزيرة، غير المجهزة للتعامل مع هذا الحجم المتزايد من الوافدين.

ضغوط على السلطات المحلية

شددت الحكومة اليونانية مراقبتها البحرية واعتقلت عدداً من المشتبه بضلوعهم في شبكات تهريب البشر، فيما عبّرت بلدية خانيا عن قلقها من الأعباء المالية المتنامية. 

وأكدت متحدثة باسم البلدية أن القدرات اللوجستية والمالية بلغت حدها الأقصى، في وقت يُتوقع فيه وصول المزيد من المهاجرين خلال الخريف نتيجة اعتدال الطقس. 

ومن جانبه، وعد وزير الهجرة ثانوس بليفريس بإنشاء مركز مغلق للمهاجرين في الجزيرة كجزء من خطة طويلة الأمد.

خلفية وأبعاد أوسع

أعلنت الحكومة اليونانية تعليق النظر مؤقتاً في طلبات اللجوء للمهاجرين القادمين بحراً من شمال إفريقيا لمدة ثلاثة أشهر، كما أقرّت تشريعات جديدة تقضي بالسجن من سنتين إلى 5 سنوات بحق المخالفين لقوانين الإقامة. 

وأثارت هذه السياسات انتقادات المنظمات الإنسانية، التي حذّرت من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل غياب حلول أوروبية شاملة لملف الهجرة. 

ووفق بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد وصل نحو 11,500 مهاجر إلى كريت منذ مطلع العام حتى 7 سبتمبر، ما يمثل زيادة بأكثر من 300% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو مؤشر على اتساع نطاق الأزمة وتعمقها في المتوسط الشرقي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية