الشرطة الألمانية تعتقل عشرات المتظاهرين خلال احتجاجات مؤيدة لفلسطين

أعلنت شرطة برلين، السبت، أنها اعتقلت أكثر من 70 شخصاً خلال احتجاجات حاشدة مؤيدة لفلسطين في العاصمة الألمانية، في حين أسفرت المواجهات عن إصابة سبعة من عناصر الأمن.

ذكرت الشرطة في بيان رسمي، اليوم الأحد، أن المظاهرة انطلقت من نافورة نبتون باتجاه عمود النصر بمشاركة نحو 50 ألف شخص. 

وأوضح البيان أنه تم توقيف 34 مشاركاً خلال هذه المسيرة، في حين أسفرت مسيرة أخرى في حي كرويتسبيرغ عن اعتقال 38 شخصاً إضافياً. 

وأشار البيان إلى أن نحو 1800 ضابط شرطة شاركوا في تأمين الفعاليات ومحاولة ضبط النظام.

التضامن مع فلسطين

ردد المتظاهرون عبر مكبرات الصوت هتافات أبرزها "حرروا فلسطين" و"عاش التضامن الدولي"، في حين رُفعت لافتات تحمل شعارات مثل "غزة – أوقفوا المجزرة" و"لن يتكرر ذلك أبداً بالنسبة للجميع"، في إشارة إلى الجرائم النازية خلال الحرب العالمية الثانية، مؤكدين ضرورة تطبيق هذا المبدأ على الشعب الفلسطيني أيضاً. 

وطالبت لافتات أخرى بـ"الحرية لفلسطين"، في تعبير واضح عن التضامن مع المدنيين في قطاع غزة.

اتهم منظمو الاحتجاجات إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية رفضاً قاطعاً وتصفه بأنه "مزاعم غير صحيحة". 

وتأتي هذه المظاهرات في ظل استمرار التوتر في الشرق الأوسط وارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين جراء العمليات العسكرية في غزة، الأمر الذي يثير موجات من التضامن في العواصم الأوروبية، خاصة في ألمانيا التي تشهد سجالاً مستمراً حول حدود حرية التعبير عندما يتعلق الأمر بانتقاد إسرائيل.

بين التضامن وقيود القانون

واجهت السلطات الألمانية في السنوات الأخيرة تحديات في التعامل مع المظاهرات المؤيدة لفلسطين، إذ غالباً ما تتخوف من خروجها عن السيطرة أو تخللها خطابات معادية للسامية. 

وتؤكد الشرطة أنها تلتزم بتأمين الحق في التظاهر السلمي، لكنها لا تتهاون مع أعمال العنف أو الشعارات التي تخالف الدستور. 

وفي المقابل، يشدد المنظمون على أن تحركاتهم تعبر عن رفض "المجازر في غزة" وتطالب بوقف الدعم الغربي لإسرائيل، معتبرين أن اتهامات "معاداة السامية" تُستخدم لتقييد أصوات التضامن مع الفلسطينيين.