قيود جديدة.. طالبان تمنع الرجال من خياطة ملابس النساء في قندهار
قيود جديدة.. طالبان تمنع الرجال من خياطة ملابس النساء في قندهار
فرضت حركة طالبان قيوداً جديدة في ولاية قندهار، جنوب أفغانستان، حيث منعت الخياطين الرجال من خياطة الملابس النسائية، في خطوة تأتي ضمن سياسات الحركة المستمرة لتقييد حياة النساء.
وأفادت مصادر محلية بأن وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعتقلت عشرة خياطين رجال بتهمة خياطة ملابس نسائية، قبل أن تفرج عنهم لاحقاً بعد تقديم ضمانات، بحسب ما ذكرت وكالة "JINHA"، الأحد.
وذكرت المصادر المحلية، التي نقلت عنها تقارير صحفية، أن عناصر من طالبان نفذوا خلال الأيام الماضية عمليات مراقبة واسعة لإجبار أصحاب محلات الخياطة النسائية على التوقف عن العمل، وقد تم تطبيق هذا القرار بسرعة في أنحاء مختلفة من مدينة قندهار.
وأكد مصدر مطلع أن الوزارة تخطط لفرض قيود إضافية على الأنشطة المتعلقة بالنساء، ما أثار حالة من القلق بين الأهالي.
غياب البيان الرسمي
أشارت التقارير إلى أن وزارة الأمر بالمعروف لم تصدر أي بيان رسمي بشأن هذه القيود الجديدة، رغم تداول أخبار مماثلة خلال الأشهر الماضية، عن منع خياطة الملابس النسائية من قبل الرجال، ووقوع اعتداءات ضد من تحدّوا هذا القرار.
ويرى مراقبون أن غياب الشفافية يعكس طبيعة السياسات التي تنفذها طالبان تدريجياً لفرض عزل كامل على النساء في الفضاء العام.
أدى هذا الحظر إلى إلحاق الضرر بمعيشة عدد كبير من الخياطين الذين يعتمدون على خياطة الملابس النسائية كمصدر رزق، كما زاد من صعوبة حياة النساء اللواتي لم يعد بإمكانهن الوصول بسهولة إلى خدمات أساسية مثل خياطة الملابس أو تدبير شؤون الحياة اليومية.
ويؤكد ناشطون أن مثل هذه القرارات لا تمس الجانب الاقتصادي فقط، بل تقيد أيضاً الحريات الفردية وتعمّق العزلة المفروضة على النساء.
سياسة ممنهجة ضد النساء
تُعد هذه الخطوة جزءاً من سياسة أوسع تنتهجها طالبان منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، حيث فرضت قيوداً صارمة على الأنشطة الاقتصادية للنساء، ومنعتهن من العمل في العديد من القطاعات، كما قيّدت تعليم الفتيات بعد المرحلة الابتدائية، وأغلقت الجامعات أمام الطالبات.
وأدت هذه السياسات إلى حرمان النساء من حقوقهن الأساسية، وأثارت انتقادات واسعة من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية، التي وصفت ما يحدث بأنه "أكثر أنظمة التمييز ضد النساء قسوة في العالم اليوم".