حملة عنصرية تستهدف الهنود بعد قرار ترامب فرض رسوم على التأشيرة
حملة عنصرية تستهدف الهنود بعد قرار ترامب فرض رسوم على التأشيرة
أجبر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم سنوية قدرها 100 ألف دولار على تأشيرات العمل، العديد من حاملي هذه التأشيرات، خصوصاً من الجالية الهندية، على قطع إجازاتهم والعودة بشكل عاجل إلى الولايات المتحدة.
اضطرت الهندية أمروتا تامانام، المهندسة المقيمة في تكساس منذ أكثر من عشر سنوات، إلى حجز رحلة طارئة من جنوب شرق الهند بعد انتشار مخاوف من صعوبة العودة لاحقاً، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد.
بالتزامن مع القرار، شنّ متطرفون من اليمين الأمريكي حملة منظمة عبر منصات الإنترنت مثل فور شان (4chan)، تحت شعار "سدوا المراحيض"، لتعطيل حجوزات الرحلات القادمة من الهند.
واعتمدت الحملة على قيام المستخدمين بحجز مقاعد في رحلات جوية دون إتمام عملية الدفع، ما أدى إلى رفع الأسعار وصعوبة إيجاد مقاعد شاغرة.
وأكدت تامانام، أنها واجهت "صعوبات كبيرة" في حجز تذكرتها، واضطرت لدفع نحو 2000 دولار ثمناً للعودة إلى دالاس، أي أكثر من ضعف السعر الأصلي لتذكرتها.
استهداف مباشر للهنود
تشكل تأشيرات H-1B أحد أعمدة سوق العمل الأمريكي المتخصص، إذ تصدر الولايات المتحدة 85 ألف تأشيرة من هذا النوع سنوياً عبر نظام القرعة، ويستحوذ الهنود على 75% من المستفيدين، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والهندسة والبرمجة.
ورغم أن البيت الأبيض أوضح أن القرار لا يشمل حاملي التأشيرات الحاليين، سارعت شركات أمريكية إلى حث موظفيها الأجانب على العودة سريعاً تجنباً للبقاء عالقين.
وقالت هايدي بيريش، المؤسسة المشاركة لـ"المشروع العالمي ضد الكراهية والتطرف"، إن الحملة "تسعى لإثارة الذعر بين حاملي تأشيرات H-1B"، محذّرة من قدرة منصات مثل فور شان على دفع الأفراد نحو تبني أفكار متشددة.
وأضاف براين ليفين، مؤسس مركز دراسة الكراهية والتطرف، أن ما يحدث "يعكس خطورة حرب المعلوماتية"، حيث يمكن لمجموعة صغيرة من المتصيدين أن تعطل حركة السفر وتثير الفوضى "بمجرد نقرة واحدة على لوحة مفاتيح".
كراهية عابرة للحدود
تظهر الحملة الأمريكية الجديدة كيف باتت الكراهية الرقمية عابرة للجنسيات والحدود، مع سرعة انتشارها وتنوع المشاركين فيها من مختلف دول العالم.
ويرى خبراء أن تصاعد الشعبوية عالمياً جعل الإنترنت أداة مثالية لتعبئة حملات عدائية تستهدف الأقليات والمهاجرين في العديد من الدول، وليس أمريكا وحدها.