يضم 45 سفينة.. أسطول المساعدات يواصل التحدي رغم التهديدات الإسرائيلية
يضم 45 سفينة.. أسطول المساعدات يواصل التحدي رغم التهديدات الإسرائيلية
أعلن منظمو أسطول الصمود العالمي، اليوم الأربعاء، إصرارهم على مواصلة رحلتهم البحرية نحو غزة على الرغم من ما وصفوه بـ"مناورات ترهيب" نفذتها سفن عسكرية إسرائيلية ضد بعض مراكبه خلال الليل، إلى جانب دعوات أوروبية للتوقف وعدم التقدم نحو المياه التي تعتبرها إسرائيل "محظورة".
وأوضح المنظمون أن الأسطول، الذي أبحر من تونس منتصف سبتمبر بعد انطلاقه في بدايات الشهر من إسبانيا، يضم نحو 45 سفينة تقل مئات النشطاء المتضامنين مع الفلسطينيين من أكثر من 40 دولة.
ويحمل الأسطول حليب أطفال ومواد غذائية وأدوية، مؤكدًا أن مهمته "سلمية وغير عنيفة" وتهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي على غزة وإيصال المساعدات مباشرة إلى المدنيين المحاصرين.
وأشار البيان إلى أن السفن كانت، عند ظهر الأربعاء (12:30 بتوقيت غرينتش)، في البحر الأبيض المتوسط شمال السواحل المصرية على بعد 118 ميلا بحريا، أي نحو 220 كيلومترا فقط من الأراضي الفلسطينية.
وجوه بارزة على متن الأسطول
شارك في هذه المبادرة شخصيات سياسية وحقوقية بارزة مثل ماندلا مانديلا حفيد الزعيم الجنوب إفريقي الراحل، والناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، والبرلمانية الفرنسية ريما حسن، إضافة إلى آدا كولاو عمدة برشلونة السابقة.
وأكد هؤلاء أن هدفهم ليس فقط إيصال المساعدات، بل أيضًا تسليط الضوء على "المعاناة الإنسانية غير المسبوقة" في غزة التي تواجه المجاعة والإبادة الجماعية بحسب وصفهم.
وكشف المنظمون أن سفينة "ألما" تعرضت لحصار عدائي من قبل قطعة بحرية إسرائيلية، ما أجبر قبطانها على القيام بمناورة سريعة لتجنب الاصطدام المباشر.
وبعد دقائق، تعرضت سفينة أخرى تدعى "سيريوس" لأسلوب مشابه من الترهيب، حيث جرى تعطيل الاتصالات عبر الرادار والإنترنت، في مشهد وصفه ركابها بأنه "محاولة تخويف واضحة".
وقالت النائبة الفرنسية ماري ميسمور، الموجودة على متن "سيريوس"، إنها شاهدت سفينتين مجهولتين إحداهما وجهت ضوءًا مبهرًا نحوهم قبل أن تختفي من الأفق.
ردود أوروبية متباينة
وطالبت الحكومة الإسبانية الأسطول بعدم التوغل في المياه التي تحددها إسرائيل كـ"منطقة محظورة" على بعد 150 ميلا بحريا من غزة، مؤكدة أن الفرقاطة الإسبانية المرافقة لن تتجاوز تلك الحدود.
وبدورها، أرسلت إيطاليا فرقاطة عسكرية لتأمين السفن، لكنها دعت المشاركين عبر أجهزة الراديو إلى "التخلي عن المهمة"، وهو ما اعتبره المنظمون "محاولة لتقويض تحرك إنساني سلمي وانحيازًا إلى جانب إسرائيل".
في المقابل، حثت جنوب إفريقيا على "توفير الحماية الكاملة للأسطول"، معتبرة أن أي تدخل عسكري أو احتجاز للسفن "يمثل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي".
ودعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى التعامل مع المبادرة الإنسانية بجدية، مؤكدًا أن السفن "لا تشكل أي خطر على إسرائيل".
أما إيطاليا واليونان فطالبتا إسرائيل بضمان أمن وسلامة المشاركين، مقترحتين أن تُسلم المساعدات عبر البطريركية اللاتينية في القدس، لتفادي أي مواجهة مباشرة.
نداء لوقف الرحلة
من جهتها، اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن الأسطول "يغامر بمخاطر غير مبررة"، داعية القائمين عليه إلى "التوقف فورًا" لإفساح المجال أمام خطة السلام الأميركية المتعلقة بغزة.
ورغم كل الضغوط، أكد القائمون على "أسطول الصمود العالمي" أنهم سيواصلون مسيرتهم نحو شواطئ غزة غير آبهين بالتهديدات الإسرائيلية المتكررة.