مقتل إمام مسجد في طهران إثر هجوم بسكين والشرطة توقف المهاجم
مقتل إمام مسجد في طهران إثر هجوم بسكين والشرطة توقف المهاجم
أفادت وسائل إعلام إيرانية، الخميس، بأن إمام أحد المساجد في منطقة باغ فيض بالعاصمة طهران قُتل بعد أن تعرّض لهجوم بسكين من رجل أربعيني.
وأوضحت المصادر أن المهاجم وجّه طعنات قاتلة إلى الإمام، أصابت بطنه ورجله، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة لاحقاً، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال".
وتمكّنت الشرطة من اعتقال المهاجم في موقع الحادث، فيما أُحيل ملف القضية إلى الجهات الأمنية والقضائية لمتابعة التحقيقات والكشف عن دوافع الجريمة.
حوادث مشابهة
كشفت تقارير محلية أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أئمة وخطباء جمعة في إيران لعمليات اغتيال أو هجمات دامية، ففي نوفمبر 2024، قُتل محمد صباحي، إمام جمعة مدينة كازرون، بإطلاق نار مباشر، وكان ثالث إمام جمعة يُقتل في المدينة منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979.
وذكرت التقارير أن مدينة كازرون وحدها شهدت أكثر من حادثة مشابهة، أبرزها مقتل محمد خرسند، إمام جمعة المدينة السابق، في يونيو 2019، بعد تعرضه للطعن أثناء عودته من إحياء ليالي القدر.
كما اغتيل عبد الرحيم (رحمان) دانشجو، إمام جمعة كازرون عام 1981، برصاص مسلحين على دراجة نارية قرب منزله، وهي عملية نسبت السلطات الإيرانية تنفيذها إلى منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة.
اغتيالات طالت شخصيات بارزة
لم تقتصر الهجمات على أئمة صغار في المدن البعيدة، بل طالت أيضاً شخصيات دينية بارزة، من بينهم عباس علي سليماني، الممثل السابق للمرشد الأعلى علي خامنئي في إقليم بلوشستان وعضو مجلس خبراء القيادة، الذي قُتل في أبريل 2023 خلال عملية اغتيال مسلحة بمدينة بابلسر شمال إيران.
وفي مارس من العام نفسه، قُتل طالبان داخل حرم الإمام الرضا، ثامن أئمة الشيعة في مدينة مشهد، بعدما تعرضا لطعن بسكين في هجوم أثار جدلاً واسعاً آنذاك حول إجراءات الأمن داخل الأماكن المقدسة.
تعكس هذه الحوادث المتكررة وجود حالة من التوتر الاجتماعي والسياسي في الداخل الإيراني، حيث تتداخل الدوافع السياسية والدينية مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة لتشكل بيئة قابلة لاندلاع مثل هذه الهجمات الفردية.
ويرى مراقبون أن استهداف رجال الدين -رغم مكانتهم المركزية في النظام الإيراني- يعكس حالة الغضب الشعبي المتصاعدة ضد رموز السلطة الدينية التي يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها جزءاً من منظومة الحكم.