"أماكن للموت".. الأمم المتحدة تحذر مما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في جنوب غزة

"أماكن للموت".. الأمم المتحدة تحذر مما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في جنوب غزة
النزوح في غزة- أرشيف

اعتبرت الأمم المتحدة أن الحديث عن "مناطق آمنة" في جنوب قطاع غزة لا يعدو كونه "مهزلة"، مشددة على أنه لا يوجد أي مكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون الذين أمرتهم إسرائيل بمغادرة مدينة غزة. 

ورأت المنظمة الدولية أن المناطق التي حددتها إسرائيل ليست سوى "أماكن للموت"، في ظل استمرار القصف الجوي والبري، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.

وأكد المتحدث باسم منظمة اليونيسف، جيمس إلدر، للصحفيين في جنيف، أن "القنابل تُلقى من السماء بوتيرة مرعبة يمكن التنبؤ بها"، مشيراً إلى أن المدارس التي حُددت كملاجئ مؤقتة تتحول بانتظام إلى ركام، بينما تُحرق الخيام بفعل الغارات الجوية. 

وأضاف إلدر من دير البلح وسط القطاع أن فكرة "منطقة آمنة" لا معنى لها، وأن ما يطلق عليها "مناطق إنسانية" تتحول في الواقع إلى ساحات موت مكتظة.

واقع مأساوي في المواصي

أمر الجيش الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين بالانتقال إلى منطقة المواصي الساحلية، معلناً أنها "منطقة إنسانية" توفر المساعدات والرعاية الطبية. 

غير أنّ إسرائيل شنّت عليها غارات متكررة منذ بداية الحرب، زاعمة أنها تستهدف مقاتلي حركة "حماس". 

وأوضح إلدر أن المواصي تحولت إلى واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، بعد أن تجمّع فيها مئات آلاف النازحين في ظروف تفتقر لأبسط مقومات الحياة من مأوى وغذاء وصرف صحي.

المناطق "الآمنة" في غزة

بدأت الأمم المتحدة منذ أواخر عام 2023 تفنيد فكرة "المناطق الآمنة" المعلنة من جانب واحد، معتبرة أنها لا تتوافق مع القانون الدولي. 

وأكدت المنظمة أن القوة القائمة بالاحتلال –أي إسرائيل– تتحمل المسؤولية عن ضمان توافر الغذاء والمأوى والخدمات الصحية في أي منطقة تعلنها آمنة، وهو ما لا يتحقق في غزة. 

وبحسب تقارير أممية، فقد تعرضت هذه المناطق خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية لعشرات الغارات، بما في ذلك استهداف الخيام التي تؤوي النازحين.

أزمة إنسانية غير مسبوقة

تفاقم الأوضاع في جنوب غزة المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان منذ بدء الحرب في أغسطس 2024، حيث نزح مئات الآلاف إلى مناطق مكتظة تفتقر إلى البنى التحتية والخدمات الأساسية. 

وتشير منظمات حقوقية إلى أن إصدار أوامر إجلاء جماعية لا يسقط عن المدنيين حقهم في الحماية، وأن استمرار استهدافهم يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية