أرواح النساء والأطفال في خطر.. الأمم المتحدة: استهداف المستشفيات بالفاشر جريمة لا تُغتفر

أرواح النساء والأطفال في خطر.. الأمم المتحدة: استهداف المستشفيات بالفاشر جريمة لا تُغتفر
صورة جوية للدمار بالفاشر

أدان صندوق الأمم المتحدة للسكان، الخميس، بأشد العبارات الهجمات المتكررة على مستشفى الولادة بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، مؤكدًا أن المستشفيات والعاملين الصحيين والمرضى "يجب ألا يكونوا أهدافًا أبدًا".

وجاءت هذه الإدانة عقب الهجوم العنيف الذي استهدف جناح الولادة يوم الثلاثاء، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وإصابة العشرات، من بينهم مرضى وعاملون في المجال الصحي. ووفق بيان الصندوق، فإن هذا الاعتداء هو الثالث على المستشفى خلال أسبوع واحد فقط وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

المنشأة الوحيدة التي تخدم النساء الحوامل في خطر

قال الصندوق في بيانه إن مستشفى الولادة في مدينة الفاشر يمثل الملاذ الوحيد المتبقي للنساء الحوامل والمواليد الجدد، مشيرًا إلى أن تدميره أو تعطيله "يعرض حياة الآلاف للخطر"، في وقت يعيش فيه السكان ظروفًا قاسية تشبه المجاعة، وسط حصار خانق ونقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية.

وأكد الصندوق أن هذه الهجمات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعيًا إلى وقف فوري للعمليات العدائية، وضمان حماية المدنيين والمرافق الطبية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الفاشر والمناطق المتأثرة.

تصاعد القتل والعنف في الفاشر

وبحسب تقارير الجمعية الطبية السودانية ومصادر محلية، قُتل أكثر من خمسين شخصًا خلال الأيام التسعة الأولى من الشهر الجاري في مدينة الفاشر المحاصرة، كما أكد ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن المنظمة تتابع بقلق شديد تصاعد أعمال العنف واستهداف المدنيين الأبرياء.

وأشار دوغاريك في مؤتمره الصحفي اليومي إلى أن شبكة أطباء السودان أفادت بمقتل عشرة مدنيين على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 17 آخرين في هجوم جديد على مستشفى بالفاشر نُسب إلى قوات الدعم السريع، وذلك بعد يوم واحد من الهجوم الدامي على مستشفى الولادة.

رعاية طبية على حافة الانهيار

وأضاف المتحدث الأممي أن سكان الفاشر محرومون من المساعدات الإنسانية، وأن ما تبقى من خدمات طبية يمثل "آخر شريان حياة" لهم، لكنه بات مهددًا بالانقطاع الكامل.

كما أعرب عن قلق بالغ إزاء تقارير عن هجمات على دور العبادة، كان آخرها على مسجد لجأت إليه عائلات تبحث عن الأمان، ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص. وسبق أن شهدت المدينة الشهر الماضي مجزرة في مسجد آخر راح ضحيتها سبعون شخصًا.

وأكد دوغاريك أن القانون الدولي الإنساني واضح وصارم في حماية المرافق الطبية والدينية ومن فيها من مدنيين ومتعبدين، داعيًا إلى احترام هذه الالتزامات.

الأمم المتحدة تطالب بهدنة إنسانية عاجلة

واختتم المتحدث الأممي بتجديد التزام الأمم المتحدة وشركائها بدعم سكان الفاشر وجميع المتضررين في أنحاء السودان، مشددًا على الحاجة العاجلة إلى هدنة إنسانية فورية تتيح للعاملين في المجال الإنساني الوصول الآمن والمستدام إلى المحتاجين، وحماية المدنيين والعاملين في الخطوط الأمامية.

تعيش مدينة الفاشر منذ شهور في حالة حصار خانق وصراع محتدم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما تسبب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية، خاصة القطاع الصحي.

ويُعد مستشفى الولادة في الفاشر آخر منشأة طبية متخصصة تعمل جزئيًا في المدينة بعد توقف معظم المرافق الصحية عن العمل بسبب القصف ونقص الكوادر والمستلزمات.

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، قُتل الآلاف ونزح الملايين، في حين تحذر الأمم المتحدة من أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ البلاد، مع تزايد خطر المجاعة وتدهور الوضع الصحي بشكل حاد، خصوصًا في دارفور والمناطق الغربية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية