الدفاع المدني: مئات الآلاف من النازحين يتجهون شمال غزة مع أول أيام الهدنة

الدفاع المدني: مئات الآلاف من النازحين يتجهون شمال غزة مع أول أيام الهدنة
عودة النازحين الفلسطينيين

 

بدأ آلاف الفلسطينيين في العودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة اليوم، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، وسط مشاهد مؤثرة لعائلات تحمل ما تبقى من أمتعتها وتسير بخطى متسارعة نحو الشمال الذي غادروه قبل أشهر.

وأعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة في بيان يوم الجمعة أن نحو مئتي ألف نازح عادوا منذ صباح الجمعة إلى مدينة غزة والمناطق الشمالية عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، بعد فتحهما أمام حركة المرور عقب انسحاب الآليات العسكرية الإسرائيلية.

وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل إن أعداد النازحين العائدين في تزايد مستمر مع استقرار الوضع الميداني النسبي، مؤكدًا أن فرق الدفاع المدني تتابع تأمين الطرق ومساعدة المواطنين في التنقل.

ملامح الهدوء الحذر

مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي، توقفت أصوات القصف وإطلاق النار بشكل شبه كامل في مختلف مناطق القطاع، وشهدت مدن غزة وخان يونس ورفح أجواء من الهدوء الحذر، فيما عاد السكان إلى شوارعهم بحذر وتردد بعد أسابيع من القتال المكثف.

وأكد مراسلو وكالات الأنباء وشهود العيان أن الطرق المؤدية إلى الشمال امتلأت بالعائدين الذين قطعوا مسافات طويلة سيرًا على الأقدام أو عبر مركبات بسيطة، وسط مشاعر مختلطة من الأمل والقلق بشأن ما ينتظرهم عند الوصول إلى بيوتهم.

الموقف الإسرائيلي

من جانبه أعلن الجيش الإسرائيلي دخوله مرحلة إعادة التموضع عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا، وفقًا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وأوضح في بيان أن قواته انتشرت على خطوط عملياتية جديدة، وستبقى في بعض المناطق المحددة داخل القطاع إلى حين اكتمال تنفيذ الترتيبات الأمنية.

وحذر الجيش السكان من التوجه إلى تلك المناطق قبل صدور إعلان رسمي، مشيرًا إلى أن التحرك نحوها في الوقت الراهن "قد يشكل خطرًا على الحياة"، كما أكد أنه حدد طريقي الرشيد وصلاح الدين كممرين آمنين لانتقال السكان من الجنوب إلى الشمال.

اتفاق وقف إطلاق النار

جاء اتفاق وقف إطلاق النار بعد مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية على مدار عدة أيام، بمشاركة وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت سابق عن موافقة الجانبين على المرحلة الأولى من خطة مكونة من عشرين بندًا تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وتشمل وقف العمليات العسكرية المتبادلة، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين من الجانبين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم إلى القطاع.

ويمثل هذا الاتفاق بارقة أمل لملايين الفلسطينيين الذين أنهكتهم الحرب والنزوح، بينما تبقى الأنظار معلقة بما إذا كانت الهدنة ستصمد لتفتح الطريق أمام تسوية أوسع تنهي أحد أكثر فصول الصراع دموية في تاريخ غزة الحديث.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية