الأعلى منذ ثلاثة عقود.. إيران تنفذ أكثر من 1100 إعدام منذ مطلع 2025

الأعلى منذ ثلاثة عقود.. إيران تنفذ أكثر من 1100 إعدام منذ مطلع 2025
إعدامات في إيران - أرشيف

أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في تقرير صدر الجمعة، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، أن السلطات الإيرانية نفذت منذ مطلع العام ما لا يقل عن 1105 عملية إعدام، في حصيلة وُصفت بأنها الأعلى منذ ثلاثة عقود. 

واعتبرت المنظمة هذا الرقم "كسرًا لأحد أكثر الأرقام دموية في تاريخ الجمهورية الإسلامية الحديث"، مؤكدة أن هذه الموجة من الإعدامات تعكس تصعيدًا غير مسبوق في استخدام العقوبة القصوى أداة سياسية وأمنية، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال".

ذكرت المنظمة أن عدد الإعدامات المسجلة هذا العام يزيد بأكثر من الضعف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حين أُعدم 531 شخصًا فقط، ما يشير إلى تدهور خطير في مؤشرات حقوق الإنسان داخل البلاد. 

وأوضحت أن فقط 7% من الإعدامات أُعلن عنها رسميًا، في حين جرت معظم الحالات في سرية تامة داخل السجون الإيرانية، ما يجعل العدد الحقيقي مرشحًا للارتفاع بشكل كبير. 

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم تجاه ما وصفته بـ"أزمة إنسانية تتجاوز حدود إيران"، معتبرة أن الصمت الدولي يشجع النظام على التمادي في العنف القضائي.

مخدرات وقتل وتجسس

كشف التقرير أن من أصل 1105 إعدامات موثقة، جرت 544 حالة (49%) بتهم تتعلق بالمخدرات، و485 حالة (43%) بتهمة القتل العمد، و27 حالة بتهمة الاغتصاب، في حين أُعدم 49 شخصًا بتهم أمنية، من بينهم 11 متهمًا بالتجسس لصالح إسرائيل. 

وأشارت المنظمة إلى أن بين المعدومين 30 امرأة، منهن 8 في قضايا مخدرات و22 بتهمة القتل، بالإضافة إلى 122 من القومية البلوشية و67 كرديًا و20 عربيًا و60 أفغانيًا. 

كما نُفذت 7 عمليات إعدام علنية في الساحات العامة، في مشهد وصفته المنظمة بأنه "عودة إلى أساليب الترهيب في العصور الوسطى".

إعدامات في يوم واحد

أكدت المنظمة أن يوم الأربعاء 8 أكتوبر وحده شهد تنفيذ أحكام الإعدام بحق 15 سجينًا في سجون مختلفة، ما يبرز تسارع وتيرة التنفيذ في الأشهر الأخيرة. 

وصرح مدير المنظمة محمود أميري مقدم بأن "إيران تعيش واحدة من أحلك فتراتها في اليوم العالمي ضد الإعدام"، مشيرًا إلى أن السلطات تستخدم الإعدام اليومي لترهيب المجتمع وإخماد أي صوت معارض. 

وأضاف أن "الحركة الشعبية ضد الإعدام داخل إيران أصبحت اليوم في الخطوط الأمامية لهذه المعركة من أجل الحياة والكرامة". 

ودعا إلى مواصلة حملة "كل ثلاثاء ضد الإعدام" التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني الإيراني، دعمًا لضحايا هذه العقوبة.

إعدامات بذريعة التجسس

أوضح التقرير أن الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل خلّفت موجة من الاعتقالات الجديدة، حيث كثفت السلطات الإيرانية محاكماتها بتهمة "التجسس لصالح الموساد". 

وأشار إلى أن هذه التهم طالت مواطنين إيرانيين وأجانب، بل وحتى مهاجرين أفغان، في حين وصفته المنظمة بأنه "توظيف سياسي لعقوبة الإعدام لتعزيز رواية الأمن القومي". 

ومن بين أبرز الحالات، إعدام المواطن الإيراني بهرام تشوبي أصل يوم 29 سبتمبر الماضي، بعد محاكمة سرية بتهمة التجسس لإسرائيل، في خطوة أثارت انتقادات حقوقية واسعة.

تنديد دولي بالعقوبة

أعاد التقرير التذكير بأن الائتلاف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام الذي تأسس عام 2002، خصص يوم 10 أكتوبر من كل عام للتوعية بمخاطر هذه العقوبة، تحت شعار هذا العام: "عقوبة الموت لا تحمي أحدًا.. أوقفوا الإعدام فورًا". 

وأكد الائتلاف في بيانه أن العقوبة تُستخدم في إيران أداة سياسية لإسكات الأصوات المعارضة، وليست وسيلة لتحقيق العدالة. 

ودعا الحكومات والمنظمات الدولية إلى ممارسة ضغط حقيقي على طهران لوقف تنفيذ الإعدامات فورًا، معتبرًا أن استمرارها يمثّل انتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية وللمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية