استهداف أقلية دينية.. إدانات دولية لمصادرة ممتلكات البهائيين في أصفهان
استهداف أقلية دينية.. إدانات دولية لمصادرة ممتلكات البهائيين في أصفهان
اتهمت الجامعة البهائية العالمية السلطات الإيرانية بشن حملة "منهجية ومنظمة" ضد المجتمع البهائي في مدينة أصفهان، بعد أن واصلت الأجهزة القضائية في الجمهورية الإسلامية مصادرة ممتلكات وأموال البهائيين، ومنها أراضٍ زراعية ومنازل وبساتين مثمرة.
وأكدت الجامعة في بيان لها، اليوم الخميس، أن هذه الإجراءات "تشكّل اضطهادًا اقتصادياً مقصوداً يرمي إلى حرمان البهائيين من مصادر رزقهم الأساسية".
وذكرت الجامعة البهائية العالمية في بيانها الذي صدر من مقرها في جنيف، أن "القضاء في أصفهان يقف في الخطوط الأمامية لعمليات مصادرة أملاك البهائيين"، مشيرة إلى أن ثلاثة قضاة في المحافظة أصدروا أحكاماً بمصادرة ممتلكات وأموال عدد من المواطنين البهائيين، في خطوة تهدد سبل عيشهم.
وانتقدت سيمين فهندج، ممثلة الجامعة لدى الأمم المتحدة في جنيف، هذه الممارسات بشدة، قائلة إن "منع البهائيين من كسب رزقهم لمجرد معتقداتهم الدينية هو شكل من أشكال السرقة المنظمة برعاية حكومية"، مضيفة أن الحكومة تمارس "نهباً مقنّناً" بحق أقلية دينية مسالمة.
استهداف رغم وعود رسمية
أوضح البيان أن هذه المصادرات تأتي رغم وعود الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي تعهّد في تصريحات سابقة باحترام حقوق جميع الأقليات القومية والدينية.
وأشارت الجامعة إلى أن البهائيين ما زالوا يواجهون حملة ممنهجة تشمل الاعتقال والحرمان من العمل والتعليم، معتبرة أن السلطة القضائية تستخدم المادة 49 من الدستور الإيراني التي تجيز مصادرة الممتلكات غير المشروعة، ذريعة لمصادرة ممتلكات البهائيين القانونية دون أدلة أو محاكمات عادلة.
وكشف البيان أن القاضي مرتضى براتي، قاضي المحكمة الثورية في أصفهان والخاضع للعقوبات الأوروبية بسبب انتهاكاته الحقوقية، هو من أصدر أوامر المصادرة الأخيرة.
وأشار إلى أن قاضيين آخرين، هما مهدي باقري وأسد الله جعفري، متورطان أيضاً في هذه القضايا، حيث منعوا البهائيين من الاستئناف ووصفوهم بأنهم "أتباع فرقة ضالة تابعة للصهيونية"، في تكرار لخطاب الكراهية الرسمي للنظام الإيراني.
حرمان من العدالة
أكدت الجامعة أن البهائيين في أصفهان حُرموا من التمثيل القانوني والاطلاع على ملفاتهم القضائية، مشيرة إلى أن المحاكم أصدرت مؤخراً أحكاماً بالسجن تجاوزت 90 عاماً بحق عشر نساء بهائيات.
وقالت فهندج إن "السلطات الإيرانية لا تخفي أن السبب الوحيد وراء اضطهاد البهائيين هو معتقدهم الديني"، مضيفة أن "التاريخ سيحكم على هذا الظلم الممنهج".
وتُعد الأقلية البهائية التي يُقدر عدد أفرادها بأكثر من 300 ألف شخص في إيران، أكبر أقلية دينية غير مسلمة في البلاد.
ومنذ قيام النظام الإيراني عام 1979، يتعرض البهائيون لسياسة منظمة من الإعدامات والاعتقالات ومصادرة الممتلكات والحرمان من التعليم الجامعي. ولا يعترف الدستور الإيراني سوى بأربع ديانات رسمية: الإسلام والمسيحية واليهودية والزرادشتية.
إدانات أممية ودعوات للتدخل
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقريره الصادر في سبتمبر الماضي حول "العنف على أساس الدين أو المعتقد"، استمرار الاضطهاد ضد البهائيين في إيران.
واعتبر غوتيريش هذا الأمر "من أخطر انتهاكات حقوق الإنسان في العالم"، مؤكداً أن السلطات الإيرانية تستخدم اتهامات سياسية فضفاضة مثل "الدعاية ضد النظام" لتجريم نشاطهم السلمي.
ودعا غوتيريش المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات وضمان حقوق البهائيين الأساسية في حرية المعتقد والتعليم والعمل.