الأمم المتحدة تحذر: تلوث الهواء في مدن أفغانستان يهدد حياة الملايين

الأمم المتحدة تحذر: تلوث الهواء في مدن أفغانستان يهدد حياة الملايين
تلوث الهواء

حذّر برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من أن مستويات التلوث في المدن الأفغانية وصلت إلى حدود خطيرة، مشيراً إلى أن الدخان المتصاعد من السيارات القديمة والمصانع وحرق الفحم والبلاستيك بات يشكل تهديداً مباشراً لصحة الناس وحياتهم.

أزمة تلوث خانقة

وأوضح البرنامج الأممي في بيان نُشر عبر حسابه الرسمي على منصة إكس يوم الأربعاء أن مدن أفغانستان تواجه أزمة حادة في جودة الهواء، داعياً إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة وزيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية، خطوة ضرورية لحماية السكان من مخاطر التلوث.

وقال البيان إن الطاقة النظيفة والمساحات الخضراء ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على حياة الناس وصحتهم، في إشارة إلى التدهور البيئي السريع الذي تشهده البلاد.

تحركات محدودة من سلطات طالبان

وفي محاولة للحد من التلوث، أعلنت إدارة البيئة التابعة لحكومة طالبان أنها أوقفت حركة أكثر من أربعة آلاف سيارة وُصفت بأنها ملوثة للهواء في العاصمة كابول، مؤكدة أن هذا الإجراء يأتي ضمن خطة لتقليل الانبعاثات وتحسين جودة الهواء.

رغم ذلك، لا تزال كابول مصنفة بين أكثر المدن تلوثاً في العالم، إذ تجاوز مؤشر جودة الهواء فيها حاجز المئة وحدة، ما يضعها ضمن فئة المدن غير الصحية وفقاً للتصنيفات الدولية.

أسباب متشابكة

ويعزو الخبراء أسباب التلوث في كابول إلى مزيج من الانبعاثات الناتجة عن السيارات القديمة ومحركات الديزل الرديئة، إلى جانب الاعتماد الواسع على الفحم والبلاستيك بوصفهما مصدران للطاقة في المنازل والمصانع الصغيرة. كما تسهم الظروف المناخية الجافة وضعف البنية التحتية البيئية في تفاقم الأزمة.

ويقول المختصون إن عقود الحرب والعنف والإهمال الحكومي لقضايا البيئة حولت المدن الأفغانية إلى بيئات خانقة تعاني من الهواء الملوث وندرة المساحات الخضراء.

تواجه أفغانستان التي تضررت بنيتها التحتية بفعل أربعة عقود من الصراع، واحدة من أسوأ الأزمات البيئية في آسيا الوسطى، وتعتمد نسبة كبيرة من سكانها على الوقود الصلب للتدفئة والطهي، ما يزيد من انبعاث الغازات السامة في الجو.

وتُظهر تقارير الأمم المتحدة أن تلوث الهواء في كابول وحدها يتسبب في آلاف الوفيات سنوياً، معظمها بين الأطفال وكبار السن.

وفي ظل محدودية الموارد وغياب السياسات البيئية الفعالة، تبقى أزمة التلوث في أفغانستان جزءاً من التحديات المعقدة التي تواجهها البلاد بعد عقود من الحروب والنزاعات والإهمال التنموي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية