بعد فشل الأمطار الاصطناعية العام الماضي.. باكستان تطلق حملة جديدة لتنقية هواء لاهور

بعد فشل الأمطار الاصطناعية العام الماضي.. باكستان تطلق حملة جديدة لتنقية هواء لاهور
الضباب الدخاني في أجواء لاهور

بدأت السلطات الباكستانية استخدام مدافع مضادة للضباب الدخاني للمرة الأولى هذا الشتاء في مدينة لاهور شرقي البلاد، في خطوة تهدف إلى الحد من مستويات تلوث الهواء المرتفعة التي تخنق المدينة كل عام خلال موسم البرد.

وقال ساجد بشير، المتحدث باسم وكالة حماية البيئة في إقليم البنجاب، في بيان يوم الخميس، إن أكثر من عشرة أجهزة محمولة على شاحنات بدأت برش رذاذ دقيق من الماء في أنحاء المدينة للمساعدة في تنقية الهواء من الغبار والجسيمات العالقة وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وأوضح بشير أنه تم نشر خمسة عشر مدفعاً في مرحلة أولى بمناطق مختلفة من لاهور، مع احتمال توسيع العملية إذا أثبتت فعاليتها خلال الأيام المقبلة.

مصادر التلوث وواقع مقلق

وأشار المسؤول الباكستاني إلى أن أسباب التلوث الرئيسية في المدينة تعود إلى انبعاثات السيارات الكثيفة، والدخان المتصاعد من المصانع، وغبار أعمال البناء، إضافة إلى حرق المزارعين لمخلفات محاصيلهم في المناطق الريفية المحيطة.

وقال بشير إن السلطات الباكستانية تأمل أن يسهم استخدام المدافع المائية في تقليل كثافة الضباب الدخاني، لكنه حذر من أن الرياح القادمة من المناطق الحدودية قد تزيد من تفاقم الأوضاع خلال الأيام المقبلة.

تلوث موسمي يخنق المدينة

وخلال كل شتاء، تغطي سماء لاهور طبقة سميكة من الضباب الدخاني السام، ما يؤدي إلى إغلاق المدارس وتعطيل الأنشطة اليومية، ويجبر ملايين السكان على البقاء في منازلهم تجنبًا لاستنشاق الهواء الملوث.

وفي العام الماضي، لجأت السلطات إلى تجربة الأمطار الاصطناعية وسيلة لتخفيف الضباب، إلا أن نتائجها كانت محدودة ولم تحقق التأثير المطلوب في جودة الهواء.

تعد مدينة لاهور ثاني أكبر مدن باكستان، وهي من أكثر المدن تلوثًا في العالم وفق مؤشرات جودة الهواء الدولية، وغالبًا ما تسجل مستويات من الجسيمات الدقيقة تتجاوز المعدلات المسموح بها بأضعاف.

وتُعزى أسباب التلوث المزمن إلى النمو الحضري غير المنظم، والاعتماد على الوقود الأحفوري، وغياب الرقابة الصارمة على الانبعاثات الصناعية.

وتعمل الحكومة الباكستانية على تنفيذ خطط طويلة المدى للحد من التلوث، تشمل التحول إلى الطاقة النظيفة وتحسين وسائل النقل العام، إلا أن التحديات البيئية والاقتصادية لا تزال تعوق تحقيق نتائج ملموسة على المدى القريب.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية