اغتيال صحفي باكستاني على يد جماعة مسلحة بسبب زيارته لإسرائيل
اغتيال صحفي باكستاني على يد جماعة مسلحة بسبب زيارته لإسرائيل
أثار مقتل الصحفي الباكستاني امتياز مير الذي وُصف بأنه من الأصوات الجريئة في الإعلام الباكستاني، جدلاً واسعاً، بعد أن كشفت تقارير عن تبنّي جماعةٍ مسلّحة متمركزة في باكستان، يُعتقد أنها مقربة من النظام الإيراني، مسؤوليتها عن اغتياله.
وذكر موقع "ميديا لاين"، اليوم السبت، أن الجماعة تُعرف باسم "لشكر ثار الله"، وهي كيان حديث نسبياً يحمل فكرًا عقائديًا متأثرًا بإيران ويُترجم اسمه إلى "جيش الثأر لله".
وأوضح الموقع أن مير تعرّض لإطلاق نار كثيف الأسبوع الماضي في حين كان يغادر منزله في مدينة كراتشي الساحلية، حيث هاجمه مسلحان مجهولان كانا يستقلان دراجة نارية، قبل أن يلوذا بالفرار.
ونُقل مير إلى أحد مستشفيات المدينة في حالة حرجة، لكنه فارق الحياة بعد أيام متأثرًا بجراحه البالغة، رغم محاولات الأطباء إنقاذه.
دعم إيراني محتمل للجماعة
أفادت مصادر استخباراتية تحدثت إلى "ميديا لاين" أن الجماعة أعلنت عبر قنوات إلكترونية مشفّرة مسؤوليتها عن العملية، مبرّرة الاغتيال بسفر مير إلى إسرائيل في عام 2023 ضمن وفد صحفي باكستاني.
وتعتقد الأجهزة الأمنية أن "لشكر ثار الله" تُدار من خلايا ذات ارتباط أيديولوجي بإيران، ما يجعل العملية أول نشاط علني معروف للجماعة داخل الأراضي الباكستانية.
وأوضح التقرير أن امتياز مير الذي كان يعمل لصالح قناة محلية خاصة، أثار جدلاً كبيراً العام الماضي عندما أعدّ تقريرًا مصورًا من المسجد الأقصى في القدس خلال زيارته لإسرائيل، وهي خطوة اعتُبرت آنذاك خرقًا للموقف الرسمي الباكستاني الذي لا يعترف بإسرائيل.
وتعرّض مير وقتها لحملة انتقادات شديدة من أطراف سياسية ودينية في البلاد، في حين دافع عن خطوته باعتبارها محاولة لـ"نقل الحقيقة من قلب الحدث".
الاغتيال فاقم مخاوف الصحفيين
لفت موقع "ميديا لاين" إلى أن هذه الجريمة المروعة أعادت تسليط الضوء على البيئة الخطيرة التي يعمل فيها الصحفيون في باكستان، إذ تتعدد مصادر التهديد بين الجماعات المتشددة، والجهات السياسية النافذة، وحتى التدخلات الخارجية.
وأكدت منظمات حقوقية أن البلاد تُعد من أخطر الأماكن في آسيا بالنسبة للعاملين في الإعلام، حيث تتكرّر حوادث الاغتيال والاختفاء القسري من دون محاسبة واضحة.
ويرى محللون أن اغتيال مير يتجاوز كونه عملاً انتقاميًا معزولًا، إذ يعكس تصاعد التداخل بين الصراعات الإقليمية والتجاذبات الأيديولوجية في جنوب آسيا.
وأشاروا إلى أن النشاطات الإعلامية العابرة للحدود باتت تُواجَه بعنف في ظل التوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية، ما يُهدد ما تبقى من حرية التعبير في المنطقة.