معاناة متفاقمة.. ألغام ميليشيا الحوثي تحصد أرواح المدنيين في تعز والحديدة

معاناة متفاقمة.. ألغام ميليشيا الحوثي تحصد أرواح المدنيين في تعز والحديدة
نزع الألغام في اليمن - أرشيف

يواصل المدنيون في مدينة تعز وسائر المناطق المتأثرة بالصراع المسلح في اليمن دفع ثمن الحرب الدائرة منذ نحو عقد، حيث تتفاقم معاناتهم بين جراح لا تلتئم وخطر دائم يتهدد حياتهم، في ظل غياب أي إجراءات حقيقية لحمايتهم من الألغام التي تزرعها ميليشيا الحوثي في كل مكان تطاله أيديهم.

ولقي ثلاثة مدنيين حتفهم وأصيبت طفلة بجروح خطيرة، الجمعة، إثر انفجار ألغام أرضية زرعها الحوثيون في مدينتي الحديدة وتعز جنوب وغرب البلاد، وفق ما أعلنت مصادر محلية وطبية، السبت.

وفي مدينة الحديدة الساحلية، انفجرت ألغام بحرية زرعها الحوثيون في شاطئ "مهب الريح" بجزيرة كمران، ما أدى إلى مقتل ثلاثة صيادين أثناء مزاولتهم عملهم في البحر بحثاً عن رزقهم اليومي. 

تهدد حياة السكان

أدان وكيل مدينة الحديدة استمرار الحوثيين في استخدام الألغام كأداة حرب ضد المدنيين، مؤكداً أن هذه الممارسات تمثل "تهديداً مباشراً لحياة السكان وانتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي"، كما قدّم تعازيه لأسر الضحايا الذين فقدوا حياتهم وهم يسعون لتأمين قوت يومهم.

وفي محافظة تعز، أصيبت الطفلة بدا بجاش علي محمد، البالغة من العمر 13 عاماً، بجروح بليغة في يديها ووجهها إثر انفجار لغم أرضي أثناء جمعها للحطب في منطقة الكدحة بمديرية المعافر، بعد أن عجزت أسرتها عن الحصول على الغاز المنزلي. 

وأوضح مدير مكتب شؤون الحصار أن الطفلة نُقلت إلى أحد المراكز الطبية لتلقي العلاج، مشيراً إلى أن الحادثة تندرج ضمن سلسلة الجرائم التي يرتكبها الحوثيون عبر زرع الألغام في القرى والمزارع والطرقات العامة.

أرقام صادمة من المنظمات الحقوقية

كشفت تقارير أممية حديثة أن سبعة مدنيين على الأقل قُتلوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في مدينة الحديدة جراء انفجار ألغام زرعها الحوثيون، بينما تشير تقديرات المنظمات الحقوقية إلى أن عدد ضحايا الألغام في اليمن خلال السنوات العشر الماضية تجاوز عشرة آلاف مدني، بينهم نساء وأطفال.

وتؤكد منظمات إنسانية أن الألغام المزروعة عشوائياً حول القرى والطرق والمزارع والآبار تحولت إلى "مصائد موت" تهدد حياة السكان لسنوات طويلة حتى بعد توقف المعارك. 

وتشير التقارير إلى أن ميليشيا الحوثي تستخدم الألغام كسلاح انتقامي ضد المناطق التي تخسرها عسكرياً، ما يجعلها تترك وراءها إرثاً من الدمار والخوف.

دعوات للكشف عن خرائط الألغام

وطالب ناشطون يمنيون ومنظمات حقوقية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والقانونية، وممارسة ضغط حقيقي على الحوثيين للكشف عن خرائط الألغام المزروعة في مختلف أنحاء البلاد، مؤكدين أن استمرار هذه الجرائم يعكس استهتار الجماعة بأرواح اليمنيين.

وشدد الحقوقيون على ضرورة محاسبة القيادات الحوثية المتورطة في هذه الانتهاكات باعتبارها "جرائم حرب لا تسقط بالتقادم"، داعين إلى توسيع برامج نزع الألغام وإطلاق حملات توعية في المناطق الريفية لحماية الأطفال والنساء من خطر هذه الأسلحة الخفية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية