مقتل 15 شخصاً إثر فيضانات بابوا في شرق إندونيسيا معظمهم أطفال
مقتل 15 شخصاً إثر فيضانات بابوا في شرق إندونيسيا معظمهم أطفال
هزّت فاجعة جديدة مقاطعة بابوا شرق إندونيسيا، بعدما أعلنت السلطات المحلية، اليوم الأربعاء، عن مصرع 15 شخصًا معظمهم من الأطفال إثر جرفهم بمياه نهر ارتفع منسوبه بشكل مفاجئ نتيجة الأمطار الغزيرة التي تضرب المنطقة منذ أيام، فيما لا يزال ثمانية أطفال في عداد المفقودين وسط ظروف ميدانية صعبة تعوق جهود الإنقاذ.
أكد قائد الشرطة المحلية ألفريدو أجوستينوس رومبياك، في تصريحات نقلتها قناة تشانيل نيوز آشيا، أن المأساة وقعت في قرية دال النائية الواقعة ضمن منطقة ندوجا الجبلية، وهي منطقة تعاني من ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إليها.
وأوضح أن المياه الجارفة باغتت مجموعة من الأهالي والأطفال أثناء محاولتهم عبور النهر سيرًا على الأقدام، ليتحول المشهد في لحظات إلى مأساة مأساوية حصدت أرواح الصغار قبل أن يتمكن ذووهم من إنقاذهم.
وأشار رومبياك إلى أن أعمار الضحايا تتراوح بين 8 و17 عامًا، مؤكدًا أن وعورة التضاريس وكثافة الغابات الاستوائية في المنطقة تحول دون تقدم فرق الإنقاذ بسرعة، بينما تواصل السلطات المحلية عمليات البحث مستخدمة الزوارق والمروحيات كلما سمحت الأحوال الجوية.
تحذير من كوارث إضافية
حثّت الوكالة الوطنية للتخفيف من آثار الكوارث في إندونيسيا السكان المحليين على التحلّي بأقصى درجات الحذر خلال الأيام المقبلة، في ظل توقعات الأرصاد الجوية بهطول مزيد من الأمطار الغزيرة على مناطق مختلفة من بابوا، محذّرة من احتمال تكرار الفيضانات والانهيارات الأرضية التي قد تؤدي إلى خسائر جديدة في الأرواح والممتلكات.
وشددت الوكالة على أن تغير المناخ وتزايد الظواهر الجوية المتطرفة جعلا المناطق الجبلية والريفية في إندونيسيا أكثر عرضة للكوارث الطبيعية، داعية إلى تعزيز خطط الطوارئ وتوفير ملاجئ مؤقتة في القرى الواقعة على ضفاف الأنهار.
وتعاني إندونيسيا، الدولة الأرخبيلية المكوّنة من أكثر من 17 ألف جزيرة، من سلسلة طويلة من الكوارث الطبيعية المتكررة، مثل الزلازل والفيضانات والانهيارات الأرضية، خصوصًا خلال موسم الأمطار الذي يمتد من أكتوبر حتى مارس من كل عام.
وتُعد مقاطعة بابوا من أكثر المناطق تضررًا بسبب طبيعتها الجبلية الوعرة وصعوبة وصول فرق الإغاثة إليها، ما يجعل أي حادث فيها يتحول سريعًا إلى مأساة إنسانية.
وتشير بيانات رسمية إلى أن مئات الإندونيسيين يفقدون حياتهم سنويًا بسبب الفيضانات والانزلاقات الأرضية، بينما تبقى جهود السلطات محدودة أمام شدة الكوارث وتحديات التضاريس المعقدة وضعف البنية التحتية في المناطق النائية.
أطفال على حافة الخطر
تسلط هذه الحادثة الضوء مجددًا على هشاشة أوضاع الأطفال في المناطق الريفية الفقيرة بإندونيسيا، حيث يضطر كثير منهم إلى قطع الأنهار والغابات يوميًا للوصول إلى مدارسهم أو مساعدة أسرهم في أعمال الزراعة والصيد.
وتؤكد منظمات إنسانية أن الأمطار الموسمية باتت تهدد حياة الأطفال بشكل متزايد، في ظل غياب الجسور الآمنة ووسائل النقل الملائمة.
وفيما تستمر عمليات البحث عن الأطفال المفقودين، يعيش أهالي قرية دال في حالة من الصدمة والحزن العميق، في وقت تبذل فيه السلطات المحلية جهودًا مضنية لانتشال الجثث ومساعدة الأسر المنكوبة.
وتبقى مأساة بابوا شاهدًا جديدًا على الكلفة الباهظة للتغيرات المناخية، حين تتحول الطبيعة إلى عدوٍّ لا يرحم الأطفال قبل الكبار.










