مع قرب حلول الشتاء.. الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في غزة

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل استمرار الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية، وتفاقم معاناة مئات آلاف العائلات التي باتت بلا مأوى أو مقومات للحياة الكريمة.

وأكد مكتب أوتشا، في بيان له، اليوم الاثنين، أن الدمار في البنية التحتية والمساكن حوّل حياة السكان في القطاع إلى مأساة يومية، إذ يعيش كثيرون في العراء أو بين أنقاض منازلهم المهدّمة، بينما تعجز العائلات عن توفير ملابس شتوية أو وسائل تدفئة استعداداً للأيام الباردة المقبلة.

وأشار المكتب إلى أن الأمطار الأولى التي هطلت هذا الأسبوع فاقمت من معاناة النازحين الذين يفترشون الأرض في مدارس وملاجئ متهالكة تفتقر إلى أبسط شروط السلامة الإنسانية.

تحذيرات منظمات أممية

شددت منظمة الصحة العالمية على أن استمرار القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يهدد بوقوع كارثة صحية وبيئية، داعية إلى ضمان تدفق الإمدادات الطبية والغذائية والوقود دون عوائق.

وأكدت المنظمة أن المستشفيات تعمل بأقل من 20% من طاقتها الاستيعابية، وأن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية بات يهدد حياة آلاف المرضى، خاصة الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل.

وتواصل إسرائيل خرق اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مع حركة حماس في 10 أكتوبر الماضي، حيث سجّل مكتب أوتشا أكثر من 198 خرقاً منذ سريان الهدنة، شملت عمليات قصف وإطلاق نار واستهداف متكرر للمناطق السكنية.

وأكدت مصادر محلية أن مروحيات إسرائيلية أطلقت نيرانها بكثافة شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، ما أدى إلى مقتل فلسطيني وإصابة آخرين بجروح.

تحذيرات من واشنطن 

كشفت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤولين أمريكيين سابقين أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية عثرت على وثائق وتحذيرات مبكرة صادرة عن محامين عسكريين إسرائيليين تُظهر مخاوف من وجود أدلة على ارتكاب جرائم حرب في غزة.

وأوضحت المصادر أن هذه التحذيرات عمّقت القلق داخل واشنطن بشأن سلوك الجيش الإسرائيلي في الحرب، لا سيما بعد ورود تقارير تفيد بأن بعض الهجمات استهدفت المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية بشكل متعمّد، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، في حين تنفي إسرائيل بشدة تلك الاتهامات وتؤكد أن عملياتها موجهة ضد مقاتلي حماس فقط.

حصيلة بشرية كارثية

ذكرت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى تجاوز 68 ألف فلسطيني منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية قبل عامين، معظمهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال آلاف آخرون مفقودين تحت الركام.

وتصف منظمات الإغاثة الدولية هذا الوضع بأنه أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، مشددة على أن الوقت ينفد لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة في قطاع يواجه المجاعة والمرض والبرد القارس في آنٍ واحد.