شتاء قاسٍ في أوكرانيا وموجة عنف ترفع حصيلة الضحايا إلى مستوى غير مسبوق

شتاء قاسٍ في أوكرانيا وموجة عنف ترفع حصيلة الضحايا إلى مستوى غير مسبوق
آثار الغارات الروسية في أوكرانيا

مع انخفاض درجات الحرارة في أوكرانيا يقف ملايين السكان أمام شتاء هو الأصعب منذ بدء الحرب، حيث يفاقم غياب التدفئة والمياه والخدمات العامة الأساسية معاناة المدنيين، في حين ترتفع حصيلة الوفيات هذا العام إلى مستوى يتجاوز ما تم تسجيله خلال العام الماضي.

أمام مجلس الأمن الدولي الخميس قدمت كايوتو غوتو مديرة قسم أوروبا في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة صورة قاتمة للوضع، وأكدت أن المدنيين ما زالوا يتحملون العبء الأكبر من الحملة الجوية المتصاعدة التي تنفذها روسيا، مشيرة إلى استمرار الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

غارات دامية وتوسع نطاق الهجمات

أطلعت غوتو المجلس على تفاصيل وابل من الغارات التي وقعت مساء الأربعاء وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة وعشرين شخصاً، وقالت إن الهجوم يعد من بين الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا، وإن مناطق غربية بعيدة عن خطوط القتال مثل لفيف وإيفانو فرانكيفسك تعرضت للقصف، وأكدت أنه لم يعد هناك أي جزء من أوكرانيا يمكن وصفه بالآمن.

خدمات عاجلة لستة ملايين متضرر

أشارت غوتو إلى أن الأمم المتحدة قدمت الدعم لأكثر من ستة ملايين شخص في قطاعات الكهرباء والتدفئة والمياه والصرف الصحي. كما لفتت إلى التقدم الذي حققته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإعادة ربط محطة زابوريزجيا للطاقة النووية بالشبكة الكهربائية بعد اتفاق بين الجانبين.

بيانات الخسائر المدنية تظهر مدى تفاقم المأساة، فقد تضاعفت أعداد القتلى جراء الهجمات الروسية في كييف أربع مرات مقارنة بالعام الماضي، كما تجاوز إجمالي الضحايا في البلاد ما تم تسجيله خلال عام كامل، ووفق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قضى 14534 مدنياً بينهم 745 طفلاً منذ بدء الحرب، وفي المقابل تشير تقارير روسية إلى مقتل 392 شخصاً داخل روسيا نتيجة هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية، إلا أن الأمم المتحدة لم تتمكن من التحقق من هذه الأرقام.

العمل الإنساني تحت الخطر

إديم ووسورنو مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قالت إن نحو ثلاثة ملايين وسبعمئة ألف شخص ما زالوا نازحين داخل البلاد، في حين يقترب عدد اللاجئين من ستة ملايين، وأضافت أن مئة واثنين وعشرين ألف شخص نزحوا هذا العام غالبيتهم من المناطق القريبة من خطوط المواجهة.

وأكدت أن العاملين في المجال الإنساني يواصلون أداء مهامهم في ظل تهديد دائم من القصف وتحركات الجبهات ومخاطر أمنية متزايدة. ودعت إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ومنهم العاملين في القطاعين الإنساني والطبي.

تمويل يتراجع واحتياجات تتصاعد

حذرت ووسورنو من أن العجز المالي في خطة الاستجابة الإنسانية للعام المقبل يؤدي إلى تقليص الخدمات الأساسية، ويترك هذا التراجع آلاف النازحين دون مأوى ملائم ويحد من الدعم الحيوي للناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ويوقف برامج ضرورية يستفيد منها أكثر من ستمئة ألف امرأة وفتاة.

بدأت الحرب في أوكرانيا في فبراير عام 2022 وفرضت منذ ذلك الحين ضغوطاً هائلة على البنية التحتية المدنية، استهدفت الهجمات المتكررة شبكات الطاقة والمياه وتسبب ذلك في انقطاعات واسعة للخدمات الأساسية، كما تسببت موجات النزوح المتتالية في واحدة من كبرى الأزمات الإنسانية في أوروبا منذ عقود، وتعمل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على تقديم مساعدات عاجلة تشمل الغذاء والمأوى والدعم النفسي إضافة إلى إعادة تأهيل المرافق الحيوية، ورغم الجهود المستمرة ما تزال الاحتياجات تتجاوز الإمكانات المتاحة في ظل استمرار القتال واتساع نطاق الهجمات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية