إثر دعوى رفعتها ابنة بن بلة.. احتجاز الصحفي الجزائري سعد بوعقبة في الحبس الاحتياطي

أودعت السلطات الجزائرية الصحفي المعروف سعد بوعقبة الحبس الاحتياطي يوم الخميس بعد شكوى تقدمت بها مهدية بن بلة ابنة الرئيس الجزائري الأسبق الراحل أحمد بن بلة تتهمه فيها بالتشهير، ونقل التلفزيون الرسمي مساء الخميس عن النيابة العامة أن الدعوى تتعلق بنشر معلومات اعتبرتها كاذبة ومسيئة وتمس رموز الدولة وثورة التحرير الوطني في الجزائر.

توسيع القضية بانضمام جهة رسمية

ووفق ما نقلته قناة النهار الخاصة فقد انضمت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في الجزائر إلى القضية بصفتها طرفاً مدنياً، ويعد أحمد بن بلة الذي توفي عام 2012 أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال وقد تولى الحكم بين عامي 1963 و1965.

ولم تتمكن وسائل الإعلام من الاطلاع على مضمون التصريحات التي أثارت الجدل، خصوصاً أن بوعقبة أدلى بها خلال مقابلة بثتها قناة صغيرة على منصة يوتيوب ولا تحظى بمتابعة واسعة، ومن المقرر أن تبدأ محاكمته في الرابع من ديسمبر المقبل.

مسيرة طويلة حافلة بالجدل

ويبلغ بوعقبة 79 عاماً وبدأ مسيرته المهنية في الصحافة الحكومية قبل أن ينتقل إلى الكتابة في صحف خاصة بارزة مثل الخبر والشروق، ويعرف عنه أنه كان في كثير من الأحيان طرفاً في سجالات حادة داخل الوسط الإعلامي، كما سبق أن واجه اتهامات بالتشهير وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة ستة أشهر في أكتوبر عام 2023 بتهم منها التحريض على الكراهية.

يعد ملف حرية الصحافة في الجزائر من القضايا التي تشهد نقاشاً مستمراً داخل الأوساط الحقوقية والإعلامية، وعلى الرغم من وجود صحافة خاصة نشطة فإن عدداً من الصحفيين يواجهون دعاوى مرتبطة بالتشهير أو المساس برموز الدولة استناداً إلى قوانين تعدها بعض المنظمات الحقوقية واسعة التأويل، كما تمثل ملفات الذاكرة الوطنية ورموز ثورة التحرير موضوعاً حساساً في الساحة الجزائرية، وغالباً ما تؤدي النقاشات المرتبطة بها إلى جدل واسع وانقسامات في الرأي العام.