"اليونيسف": استمرار سوء التغذية مع قرب دخول الشتاء يهدد حياة أطفال غزة

"اليونيسف": استمرار سوء التغذية مع قرب دخول الشتاء يهدد حياة أطفال غزة
فلسطينية وأطفالها في غزة - أرشيف

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أن استمرار سوء التغذية مع دخول فصل الشتاء يهدد حياة الأطفال وصحتهم في قطاع غزة، وسط تدهور إنساني غير مسبوق يضرب القطاع المنهك منذ أشهر. 

وأوضحت المنظمة في بيان لها، اليوم السبت، أن الظروف المناخية القاسية التي ترافق موسم الشتاء تعمّق معاناة عشرات الآلاف من الأسر، وتحوّل المخيمات العشوائية والمراكز المكتظة إلى بؤر لانتشار الأمراض، في ظل عجز القطاع الصحي عن التعامل مع موجات العدوى المتسارعة.

وذكرت المنظمة الأممية تأكيدها أن فصل الشتاء يزيد من انتشار الأمراض ويرفع خطر الوفاة بين الأطفال الأكثر ضعفًا، مشيرة إلى أن فحوص التغذية التي أجريت خلال شهر أكتوبر أظهرت أن نحو 9,300 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، يعد الأخطر والأسرع تأثيرًا على الحياة إذا لم يُعالج فورًا. 

وشددت اليونيسف على أن هذه النسبة غير مسبوقة في تاريخ غزة الحديث، وتعكس مدى الانهيار الكامل في منظومة الأمن الغذائي.

تعمق في الوضع الصحي

يكشف وصول سوء التغذية الحاد إلى آلاف الأطفال عن واقع خطير يتجاوز نقص الغذاء ليطال البنية المناعية للأطفال، إذ إن سوء التغذية الحاد يضعف مقاومة الجسم ويجعل الأمراض الشتوية مثل الالتهابات الصدرية ونزلات البرد والإسهالات القاتلة أكثر فتكًا. 

ويؤدي ازدحام مراكز الإيواء، وقلة النظافة، وانعدام التدفئة، إلى تضاعف احتمالات إصابة الأطفال بالعدوى، بينما تتراجع قدرة المستشفيات عن استقبال الحالات بسبب الدمار ونقص الوقود والمستلزمات.

ويتسبب دخول الشتاء في تعقيد المشهد الإنساني بشكل كبير، فالأمطار الغزيرة تغمر كثيرًا من مخيمات النازحين، وتحول الخيام الهشة إلى بيئة غير صالحة للحياة، وتزيد من مخاطر إصابة الأطفال بالتهابات خطيرة. 

أوضاع بائسة للآلاف

تشير التقارير الميدانية إلى أن آلاف العائلات تعيش في أوضاع بائسة، حيث يفتقر الأطفال إلى الأغطية، والملابس الشتوية، والمياه النظيفة، بينما يزيد البرد من احتمالات تدهور حالتهم الصحية خاصة إذا كانوا مصابين بسوء التغذية.

حثّت المنظمة الأممية كل الأطراف على فتح المعابر إلى قطاع غزة بشكل فوري وعبر جميع طرق الإمداد الممكنة، لتسهيل مرور الإغاثة الإنسانية التي يمكن أن تنقذ آلاف الأطفال من المجاعة والمرض. 

وأكدت اليونيسف أن السماح بوصول الغذاء والعلاج والوقود دون عوائق يشكل أولوية قصوى في هذا التوقيت، محذرة من أن التأخير لساعات قد يعني فقدان المزيد من الأرواح الصغيرة.

حصار ممتد منذ سنوات

تعود أزمة سوء التغذية إلى الحصار الممتد منذ سنوات، لكنه بلغ ذروته خلال العامين الأخيرين مع اشتداد العمليات العسكرية، وانهيار خطوط الإمداد، وانقطاع المواد الغذائية الأساسية، وغياب الرعاية الصحية. 

وتوضح منظمات الإغاثة أن انعدام الأمن الغذائي بات حقيقة يعيشها معظم سكان غزة، حيث يحصل كثير من الأطفال على وجبة واحدة غير متوازنة يوميًا، بينما حُرم آخرون منها تمامًا.

وتحذر التقارير الدولية من أن قطاع غزة يقف على حافة كارثة إنسانية شاملة إذا لم يتم فتح المعابر وإدخال مساعدات واسعة النطاق تشمل الغذاء، والدواء، ووسائل التدفئة، ومستلزمات حماية الأطفال من البرد والأوبئة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية