"نيويورك بوست": 5 آلاف لاجئ أفغاني مصنّفين "تهديدًا محتمَلًا" للأمن بالولايات المتحدة
"نيويورك بوست": 5 آلاف لاجئ أفغاني مصنّفين "تهديدًا محتمَلًا" للأمن بالولايات المتحدة
نقلت صحيفة نيويورك بوست، عن بيانات داخلية صادرة من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنّ أكثر من 5 آلاف مواطن أفغاني ممن دخلوا الولايات المتحدة منذ عام 2021، جرى تصنيفهم على أنهم "تهديدات محتملة للأمن القومي"، في تطور يعيد إلى الواجهة الجدل الواسع حول سياسات استقبال اللاجئين وآليات التدقيق الأمني التي رافقت عملية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
وجاء في التقرير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، السبت، أنّ هؤلاء الأفغان دخلوا البلاد في أعقاب الانسحاب العسكري الأمريكي من كابول، ضمن برامج إجلاء عاجلة استهدفت آلاف الأشخاص الذين تعاونوا مع القوات الأمريكية والمؤسسات الغربية، إضافة إلى فئات أخرى وصفت بأنها "مهددة" في ظل سيطرة حركة طالبان على الحكم.
غير أنّ الصحيفة أشارت إلى أنّ عمليات التدقيق والفرز الأمني التي رافقت تلك المرحلة كانت متسارعة وغير مكتملة في بعض الحالات، ما أدى إلى تسلل أفراد صُنّفوا لاحقًا باعتبارهم خطرًا محتملاً.
هجوم في واشنطن
يأتي هذا الكشف في سياق حادثة أمنية هزّت الرأي العام الأمريكي مؤخرًا، إذ قام مواطن أفغاني يوم الأربعاء الماضي بإطلاق النار على عناصر من الحرس الوطني الأمريكي قرب البيت الأبيض، ما أسفر عن مقتل المجندة سارة بيكستروم، البالغة من العمر 20 عامًا، في حين لا يزال الأطباء يحاولون إنقاذ زميلتها المصابة البالغة من العمر أربعة وعشرين عامًا.
وقبيل هذه الواقعة بأيام، أُلقي القبض على مواطن أفغاني آخر في ولاية تكساس، بعد تهديده بتنفيذ تفجير في مدينة فورت وورث.
وفي أعقاب هاتين الحادثتين، صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تسببت، بحسب وصفها، في "إطلاق العنان لأزمة أمن قومي يصعب تقدير حجمها"، مشيرة إلى أنّ برنامج استقبال اللاجئين الأفغان لم يخضع لمستويات تدقيق كافية في الهويات والخلفيات الأمنية للقادمين الجدد.
وأكدت ليفيت أن السلطات المختصة، بتكليف من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت بإجراء تحقيقات موسعة "للوصول إلى جذور هذا الخطر داخل الأراضي الأمريكية"، مضيفة أن الحكومة ستعمل على مراجعة شاملة لجميع الملفات المتعلقة باللاجئين الذين دخلوا البلاد منذ عام 2021، وخصوصًا أولئك الذين وصلوا عبر برامج الطوارئ في فترة الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.
فرض أقصى العقوبات
من جانبه، وصف ترامب الهجوم على عناصر الحرس الوطني بـ"العمل الإرهابي"، معلنًا أن السلطات ستتعامل مع القضية باعتبارها هجومًا إرهابيًا على قوات فيدرالية خلال أداء واجبها.
كما أعلن أن مكتب المدعي العام سيسعى إلى فرض أقصى العقوبات بحق الجاني، ومنها عقوبة الإعدام في حال ثبوت التهم الموجهة إليه.
وجاء إدخال عشرات الآلاف من الأفغان إلى الولايات المتحدة بعد سيطرة طالبان على كابول في أغسطس/آب 2021 في إطار عملية إجلاء وُصفت آنذاك بأنها من الكبرى في التاريخ الحديث.
رافق تلك العملية انتقادات حادة بسبب الفوضى في المطار، وسقوط ضحايا، واتهامات للإدارة الأمريكية بعدم امتلاك خطة منظمة لإعادة التوطين والتدقيق الأمني.
إجراءات فحص متعددة
رغم تأكيد سلطات الهجرة سابقًا أن معظم الوافدين خضعوا لإجراءات فحص متعددة المراحل، فإن تقارير لاحقة تحدثت عن وجود ثغرات في قواعد البيانات، وتأخر في مطابقة البصمات والمعلومات البيومترية لبعض القادمين، ما أثار جدلًا واسعًا بين المدافعين عن حقوق اللاجئين من جهة، والتيارات السياسية المحافظة التي ترى أن ما حدث يمثل «تساهلًا خطيرًا» في ملفات الأمن القومي من جهة أخرى.
وبينما تؤكد منظمات حقوقية ضرورة عدم تحميل اللاجئين مسؤولية أفعال أفراد معزولين، وتحذر من تصاعد خطاب الكراهية والتمييز، تشدد جهات أمنية أمريكية على أن حماية المدنيين تتطلب مراجعة صارمة للسياسات السابقة، وضمان عدم استغلال برامج اللجوء من قبل أطراف قد تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن العام.











