تمثال "أم الشهيد".. لفتة تونسية توثق معاناة وصمود المرأة الفلسطينية

تمثال "أم الشهيد".. لفتة تونسية توثق معاناة وصمود المرأة الفلسطينية
تمثال "أم الشهيد"

ارتفعت في قلب العاصمة التونسية، وتحديدًا أمام السفارة الفلسطينية، أيقونة إنسانية جديدة تجسّد معاناة وصمود المرأة الفلسطينية، عبر نصب تذكاري حمل اسم “أمّ الشهيد”، صُنع من الريزين المقوّى بالحديد.

يصوّر التمثال امرأة فلسطينية شابة، مرفوعة الرأس، ترتدي الزي الغزاوي التقليدي وتلوّح بعلم فلسطين، في مشهد يختصر عقودًا من الألم والأمل والمقاومة اليومية في وجه آلة القتل والتشريد، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء المرأة، اليوم الثلاثاء. 

ودُشّن هذا النصب في الثالث عشر من ديسمبر 2023، ليكون شاهدًا حيًا على التضامن الشعبي والإنساني مع الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن أي طابع سياسي مباشر، وقريبًا من نبض المعاناة الإنسانية التي تعيشها آلاف الأمهات الثكلى في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات.

يجسّد معاناة الأمهات

اختار الفنان التشكيلي التونسي حسين المقدادي، بالتعاون مع النحات شكري التوجاني، أن يخلّد صورة المرأة الفلسطينية لا بوصفها ضحية مستسلمة، بل أم صلبة، غارقة في الحزن ولكنها متمسكة بالكرامة، واقفة في وجه الفقد والدمار. 

واستغرق العمل على هذا التمثال قرابة 20 يومًا من الجهد المتواصل، ليخرج بارتفاع يقارب 4.5 أمتار وعرض 4 أمتار، في هيئة شامخة تعكس صمود نساء فلسطين اللواتي قدّمن أبناءهن ثمناً للحرية، وما زلن يواصلن الحياة تحت القصف والحصار والانتهاكات اليومية.

ولم يكن اختيار الزي الغزاوي والكوفية الفلسطينية تفصيلًا عابرًا، بل جاء تأكيداً مباشراً للهوية الوطنية والثقافية التي تتعرض لمحاولات منهجية من الطمس والسرقة. 

ويعكس التمثال تمسّك المرأة الفلسطينية بجذورها وتراثها، رغم محاولات إسرائيل محو الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني بكل أدوات القمع والتزوير، وقد رأى كثيرون في هذا العمل رسالة إنسانية عالمية تعبّر عن كل أم فقدت طفلها بسبب الحروب والاحتلالات والقمع، وليس فقط في فلسطين.

يلهم التضامن الشعبي

لاقى النصب التذكاري تفاعلًا واسعًا من التونسيين وزوّار المكان، حيث تحوّل إلى نقطة وقوف وتأمل، يلتقط عندها الناس الصور، ويقرؤون رسالته الإنسانية العميقة. 

وأكد نشطاء حقوقيون أن هذا العمل الفني أعاد تسليط الضوء على الدور المحوري للمرأة الفلسطينية في النضال اليومي من أجل البقاء والكرامة، مشيرين إلى أن الفن قد يتحول أحيانًا ليكون أقوى من أي خطاب سياسي في نقل معاناة الشعوب والدفاع عن حقوقها الأساسية في الحياة والحرية والعدالة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية