وصفها بـ"القمامة".. الرئيس الأمريكي يهاجم النائبة إلهان عمر
وصفها بـ"القمامة".. الرئيس الأمريكي يهاجم النائبة إلهان عمر
شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هجوماً مباشراً على عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي، النائبة ذات الأصول الصومالية إلهان عمر، مستخدماً أوصافاً مهينة حين وصفها -ومقربين منها- بـ“القمامة”، مؤكداً أن الولايات المتحدة تقف، وفق تعبيره، عند “نقطة تحول خطِرة” تهدد مستقبل البلاد واستقرارها الداخلي.
وربط ترامب بين هذه “النقطة المفصلية” وما عدّه تدفق “عناصر غير مرغوبة”، مشيراً إلى أن استمرار استقبال المهاجرين القادمين من مناطق يصفها بالمضطربة قد يقود الولايات المتحدة إلى “الطريق الخطأ”، بحسب ما ذكرت صحيفة "فوكس نيوز"، اليوم الأربعاء.
وأضاف في سياق خطابه أن بلاده “قد تنحدر” إذا لم يتم وضع حد حاسم لما وصفه بسياسات الهجرة المتساهلة، معتبراً أن بعض الوافدين الجدد “لا يعملون ولا يقدّمون شيئاً سوى الشكوى”، على حد قوله.
وأثار هذا التصريح موجة جديدة من ردود الفعل داخل الأوساط السياسية والحقوقية، خاصة أنه لم يكتفِ بانتقاد السياسات بل انتقل إلى استهداف أشخاص بعينهم، وهو ما عدّه منتقدوه تصعيداً خطِراً في خطاب الكراهية تجاه المهاجرين والأقليات.
تشديد سياسات الهجرة
جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي في وقت تتجه فيه إدارته إلى فرض تشديد غير مسبوق على إجراءات الهجرة واللجوء، وذلك في أعقاب هجوم أمني وقع في واشنطن ونفّذه لاجئ أفغاني، وأسفر عن مقتل عنصر من الحرس الوطني وإصابة آخر.
واستغلت الإدارة هذا الحادث لتبرير سلسلة من الإجراءات الطارئة التي شملت تعليق معالجة طلبات الهجرة والتجنيس واللجوء لمواطني تسع عشرة دولة مصنفة ضمن “الدول المثيرة للقلق”.
واتخذت السلطات الأمريكية كذلك قراراً بتعليق التأشيرات والمعاملات الخاصة بالمواطنين الأفغان بشكل كامل، إلى جانب فتح مراجعة شاملة لآلاف الملفات التي كانت قد حصلت على موافقات أولية خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، خصوصاً تلك المرتبطة بمواطني الدول المشمولة بالقائمة الجديدة.
وأكدت خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية، في مذكرة رسمية، أن هذا التعليق يشمل جميع أنواع الملفات دون استثناء، وأن رفعه لن يتم إلا بصدور قرار جديد من مدير الوكالة.
خلفية سياسية وإنسانية
تعكس هذه التطورات تصاعداً في الخطاب المتشدد تجاه الهجرة الذي طالما شكّل أحد أعمدة الخطاب السياسي لدونالد ترامب، سواء خلال ولايته السابقة أو في تحركاته اللاحقة.
ويأتي ذلك في ظل انقسام داخلي متزايد حول ملف المهاجرين وحدود سياسات الاستقبال والدمج، بين من يرى فيها ضرورة إنسانية وأخلاقية، ومن يعدها تهديداً للأمن والهوية الوطنية.
وتحذر منظمات حقوق الإنسان من أن هذه الإجراءات قد تترك آلاف العائلات عالقة في حالة من الضبابية والخوف، بعدما أُغلقت في وجوههم أبواب اللجوء والاستقرار، في وقت لا تزال فيه بلدانهم الأصلية تعاني النزاعات والفقر وانعدام الأمن.
وبين الخطاب السياسي المتشدد والواقع الإنساني القاسي، يتجدّد السؤال حول مستقبل سياسات الهجرة الأمريكية وتأثيرها في ملايين الأشخاص الباحثين عن الأمان والكرامة.











