شهادة من داخل الجحيم.. صحفي فلسطيني يكشف عن تعرضه لانتهاكات متعددة
شهادة من داخل الجحيم.. صحفي فلسطيني يكشف عن تعرضه لانتهاكات متعددة
قدّم الأسير المحرر الصحفي سامي الساعي شهادة صادمة عن تجربة اعتقال إداري قاسية عاشها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، امتدت من فبراير 2024 وحتى يونيو من العام الجاري، كاشفًا عن تعرضه لأشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، بلغت حد الاغتصاب، في واحدة من أخطر الشهادات التي توثق الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين.
جاءت هذه الشهادة خلال جلسة استماع عقدها، اليوم الأحد، المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية «مدى»، لمناقشة أوضاع الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين، وذلك ضمن أنشطة مشروع «Engage» المنفذ بالشراكة مع مؤسسة «فلسطينيات» ومركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وهدفت الجلسة إلى تسليط الضوء على تصاعد الانتهاكات بحق الإعلاميين الفلسطينيين، خاصة بعد السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
اعتداء داخل سجن مجدو
روى الساعي تفاصيل ما وصفه بـ«التجربة المروعة»، مؤكدًا تعرضه للاغتصاب داخل سجن «مجدو» على يد مجموعة من السجانين باستخدام عصا، بعد أن جرى ضربه بعنف وهو مكبل ومعصوب العينين.
وقال إن أربعة سجانين على الأقل اقتادوه وهم ينهالون عليه بالضرب والشتائم والتهديد، قبل أن يجردوه من ملابسه ويجبروه على الجلوس في وضعية مهينة.
وأوضح أنه أدرك لاحقًا أن ما يجري لم يكن مجرد إذلال، بل اعتداء جنسيا متعمدا، رافقه ألم شديد لا يمكن وصفه، مع استمرار الضرب على المناطق الحساسة.
تعذيب وتهديد بالقتل
أضاف الساعي أن التعذيب شمل وقوف أحد السجانين بكلتا قدميه على رأسه ورقبته، ما جعله يشعر بأنه يقترب من الموت، مشيرًا إلى أن ما تعرض له ترافق مع تهديد صريح بتكرار الانتهاكات بحق جميع الصحفيين.
واعتبر أن تولي الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير مسؤولية السجون فتح الباب أمام «كل أصناف التعذيب والجرائم»، في ظل غياب أي محاسبة.
وصف الساعي تجربة الاعتقال بعد السابع من أكتوبر بأنها «مسيرة عذاب يومية»، تبدأ منذ لحظة الاعتقال ولا تنتهي إلا بالإفراج، حيث القمع المستمر، والتجويع، والحرمان من العلاج.
وأشار إلى أن تعذيب الأسرى، وسحلهم، ورش الغرف بالغاز، وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم، بات سلوكًا روتينيًا بلا سبب، ما دفع العديد من المعتقلين إلى رفض لقاء المحامين أو طلب النقل خوفًا من التنكيل.
إهمال طبي متعمد
كشف الساعي أنه أبلغ طبيب السجن بحالته الصحية الخاصة، كونه تبرع بإحدى كليتيه لابنه قبل اعتقاله، وحاجته الماسة للمتابعة الطبية، إلا أن الطبيب قابله بالتهديد بالضرب والاغتصاب والموت.
وختم بالإشارة إلى لقائه داخل السجن بالمعتقل الإداري صخر زعول، الذي أُعلن عن استشهاده، اليوم الأحد، مؤكدًا أن الخبر كان صادمًا، خاصة أن زعول كان يتمتع بصحة جيدة، في مؤشر جديد على خطورة الأوضاع داخل سجون الاحتلال.











