اليونان تنقذ مئات المهاجرين قبالة كريت وسط تصاعد العبور من ليبيا

اليونان تنقذ مئات المهاجرين قبالة كريت وسط تصاعد العبور من ليبيا
قارب هجرة غير شرعية - أرشيف

أعلن خفر السواحل اليوناني إنقاذ 539 مهاجراً كانوا مكتظين على متن قارب شراعي في عرض البحر جنوب جزيرة كريت، في واحدة من كبرى عمليات الإنقاذ التي تشهدها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، وسط تزايد حاد في أعداد المهاجرين القادمين من السواحل الليبية باتجاه الجزر الجنوبية لليونان.

وأوضح خفر السواحل، في بيان له، أن عملية الإنقاذ جرت على بعد 16.5 ميلاً بحرياً جنوب شرق جزيرة غافدوس، بعد رصد القارب من قبل سفينة تابعة لوكالة حرس الحدود والسواحل الأوروبية «فرونتكس»، قبل نقل المهاجرين إلى ميناء أجيا في غرب كريت، بحسب ما ذكرت شبكة "مهاجر نيوز"، الاثنين.

وأكد البيان أن جميع الناجين يتمتعون بصحة جيدة، مشيراً إلى فتح تحقيق أولي لتحديد ظروف الرحلة ومسؤولياتها.

تضاعف أعداد الوافدين

كشف خفر السواحل أن من بين المنقذين 533 رجلاً وأربع نساء وقاصرين اثنين، ما يرفع عدد المهاجرين الذين وصلوا عبر طريق شمال ليبيا – طبرق – كريت منذ بداية العام إلى نحو 19 ألف شخص، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف عدد الوافدين المسجلين خلال العام الماضي.

وأشار إلى أن عمليات إنقاذ أخرى سبقت هذه الحادثة، حيث تم في 18 ديسمبر إنقاذ عشرات المهاجرين في عمليات متفرقة جنوب غافدوس، بالتوازي مع توقيف عدد من الأشخاص واتهامهم بتسهيل الدخول غير النظامي مقابل مبالغ مالية تراوحت بين 3 و5 آلاف دولار للفرد.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن غالبية المهاجرين ينحدرون من السودان وباكستان، إلى جانب جنسيات أخرى بينها مصر وإريتريا والصومال وبنغلاديش وفلسطين.

أوضاع إنسانية قاسية 

حذّرت منظمات حقوقية وجمعيات محلية في كريت من تدهور أوضاع استقبال المهاجرين، مؤكدة أن أعداداً كبيرة منهم يتم إيواؤهم في مرافق غير مهيأة، مثل مستودعات قديمة وقاعات تبريد مخصصة للمواد الغذائية.

ونبّهت جمعية «تالاسا أوف سوليداريتي» إلى أن السياسات الأوروبية المتبعة «تفاقم المعاناة وتؤدي إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان»، داعية إلى فتح ممرات آمنة واحترام الالتزامات الدولية تجاه طالبي اللجوء.

وانتقد مسؤولون محليون في كريت ما وصفوه بسوء إدارة ملف الهجرة، محذرين من أن الجزيرة باتت تتحمل عبئاً يفوق قدراتها الجغرافية والخدمية.

مسار محفوف بالمخاطر

يأتي هذا التصاعد في تدفقات الهجرة في سياق أزمات إقليمية متفاقمة، أبرزها الحرب في السودان التي أدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص، ما يدفع الآلاف إلى سلوك طرق بحرية خطرة عبر ليبيا نحو اليونان.

وترافقت هذه الموجة مع حوادث غرق مميتة في الأسابيع الأخيرة، أسفرت عن عشرات الضحايا، ما أعاد تسليط الضوء على أخطر مسارات الهجرة في البحر المتوسط، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية مستمرة مع غياب حلول شاملة ومستدامة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية