من كوبنهاغن إلى زيورخ.. معارضون يطالبون بوقف الإعدامات في إيران
من كوبنهاغن إلى زيورخ.. معارضون يطالبون بوقف الإعدامات في إيران
شهدت عدة عواصم ومدن أوروبية حراكاً منسقاً لقوى المعارضة الإيرانية وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، عكس اتساع رقعة التضامن الدولي مع نضال الشعب الإيراني ضد القمع والإعدامات، وجاءت هذه التحركات في توقيت رمزي بالغ الدلالة، بالتزامن مع دخول حملة ثلاثاء لا للإعدام أسبوعها 100، واستمرار إضراب السجناء السياسيين في 55 سجناً داخل إيران، في واحدة من أطول وأجرأ حركات الاحتجاج السلمي التي يشهدها الداخل الإيراني منذ سنوات.
بحسب ما ذكرته شبكة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الإخبارية الاثنين شملت الفعاليات التي امتدت من شمال أوروبا إلى وسطها وجنوبها، مظاهرات ميدانية ومعارض صور ووقفات رمزية، حملت جميعها رسالة واحدة مفادها أن سياسة الإعدام الممنهجة التي ينتهجها النظام الإيراني لم تعد شأناً داخلياً، بل جريمة إنسانية تستوجب محاسبة دولية عاجلة.
كوبنهاغن.. دعوات لوقف الإرهاب الدبلوماسي
في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، تجمع العشرات من أنصار المقاومة الإيرانية في وقفة احتجاجية سلطت الضوء على التصعيد غير المسبوق في تنفيذ أحكام الإعدام، خصوصاً بحق السجناء السياسيين، وربط المشاركون بين استمرار آلة الإعدام وبين دور بعثات النظام في الخارج، مطالبين بإغلاق سفارة النظام الإيراني في كوبنهاغن، واعتبارها مركزاً للأنشطة الاستخباراتية والتخريبية.
وأكد المحتجون أن صمت المجتمع الدولي يمنح النظام مساحة أوسع لمواصلة القتل، مشددين على أن الأسبوع 100 من احتجاجات السجون يمثل دليلاً واضحاً على عمق الرفض الشعبي داخل إيران، وعلى أن حركة المقاومة لم تعد محصورة في الخارج، بل باتت تنبض من خلف القضبان.
غوتنبرغ.. صوت السجناء في شوارع السويد
في مدينة غوتنبرغ السويدية، أحيا أنصار منظمة مجاهدي خلق الأسبوع 65 من مشاركتهم المحلية المتواصلة في حملة مناهضة الإعدام، في مشهد عكس إصراراً لافتاً على الاستمرارية، ووقف المشاركون في شوارع المدينة رافعين صور السجناء السياسيين، ومرددين شعارات تندد باستخدام الإعدام كأداة لإسكات المعارضين.
واعتبر المشاركون أن وجودهم الأسبوعي في الساحات العامة هو تعبير رمزي عن أصوات السجناء الذين لا يستطيعون إيصال معاناتهم للعالم، مؤكدين أن هذه الوقفات ليست مجرد احتجاجات، بل التزاماً أخلاقياً تجاه الضحايا وعائلاتهم.
هامبورغ.. تضامن إنساني في فضاء ديني
في مدينة هامبورغ الألمانية، اتخذت الفعالية طابعاً إنسانياً مؤثراً، حيث نُظمت وقفة أمام كنيسة القديس يعقوب، تخللتها مراسم داخل الكنيسة، وحمل المشاركون صور السجناء السياسيين المحكومين بالإعدام، وأضاؤوا الشموع وصلوا من أجل حريتهم وسلامتهم.
وعكس هذا المشهد بُعداً عابراً للأديان والثقافات، وأكد أن قضية الإعدامات في إيران ليست قضية سياسية فحسب، بل مسألة ضمير إنساني عالمي، وعبّر المشاركون عن تضامنهم مع السجناء المضربين عن الطعام في عشرات السجون، معتبرين أن صمودهم يمثل شكلاً نادراً من المقاومة السلمية في وجه القمع.
هايدلبرغ.. صور تكشف وجه القمع
وفي مدينة هايدلبرغ، نظم أنصار مجاهدي خلق تجمعاً ومعرضاً للصور، عرضوا من خلاله مشاهد توثّق جانباً من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها السجناء السياسيون في إيران، وقد ركز المعرض على الاستخدام الواسع لعقوبة الإعدام، باعتبارها أداة مركزية في ترسانة القمع التي يعتمدها النظام.
وأكد المشاركون أن الصور المعروضة لا تمثل حالات فردية، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى بث الخوف وإخماد أي صوت معارض، كما أعلنوا تضامنهم مع وحدات المقاومة داخل إيران، مشددين على أن النضال من أجل العدالة سيستمر مهما طال الزمن.
زيورخ.. صدمة وتضامن شعبي
في زيورخ السويسرية، استقطب معرض الصور اهتماماً لافتاً من المواطنين، الذين عبّر كثير منهم عن صدمتهم من حجم الانتهاكات المرتكبة بحق السجناء السياسيين، وأعلن الزوار تضامنهم مع الشعب الإيراني، مؤكدين رفضهم المطلق لعقوبة الإعدام ولأي شكل من أشكال الديكتاتورية.
ودعم المشاركون مبادرة السيدة مريم رجوي الرامية إلى توسيع حملة لا للإعدام على المستوى الدولي، معتبرين أن الضغط الشعبي العالمي يشكل عاملاً حاسماً في كبح جماح النظام ودفعه نحو التراجع.
إيطاليا.. الساحات تمتلئ بصور الضحايا
في عدة مدن إيطالية، أحيا أنصار مجاهدي خلق الأسبوع 100 من الحملة بتجمعات حاشدة، رفعوا خلالها صور السجناء السياسيين المهددين بالإعدام، وندد المتظاهرون بموجة الإعدامات المتصاعدة، معتبرين أنها محاولة يائسة من النظام لترسيخ سلطته عبر الإرهاب.
وطالب المشاركون الحكومات الأوروبية باتخاذ مواقف أكثر حزماً، وعدم الاكتفاء ببيانات القلق، داعين إلى خطوات عملية تشمل فرض عقوبات محددة على المسؤولين عن هذه الجرائم.
مطالب موحدة ورسالة واضحة
اتفقت جميع الفعاليات الأوروبية على حزمة مطالب واضحة، في مقدمتها الإلغاء الفوري لعقوبة الإعدام في إيران، والإفراج غير المشروط عن جميع السجناء السياسيين، كما طالب المشاركون بمحاكمة قادة النظام، وعلى رأسهم علي خامنئي، أمام محكمة دولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وأكدت الفعاليات دعمها الكامل لخطة السيدة مريم رجوي من أجل إقامة إيران حرة، تقوم على أسس الديمقراطية وفصل الدين عن الدولة، وترفض في الوقت ذاته ديكتاتورية الولي الفقيه وعودة نظام الشاه، مع ضمان حقوق الإنسان والمساواة لجميع المواطنين.
تشهد إيران منذ سنوات تصاعداً مقلقاً في تنفيذ أحكام الإعدام، حيث تُعد من أكثر دول العالم تنفيذاً لهذه العقوبة نسبة إلى عدد السكان، وتستخدم السلطات الإعدام كأداة سياسية لقمع المعارضين، خصوصاً بعد الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في الأعوام الأخيرة، وفي مواجهة ذلك، أطلق سجناء سياسيون داخل عشرات السجون حملة ثلاثاء لا للإعدام، التي تحولت إلى حركة احتجاجية مستمرة دخلت أسبوعها 100، رغم القمع والتنكيل، ويعكس التضامن الأوروبي المتزايد مع هذه الحملة إدراكاً دولياً متنامياً بأن استمرار الصمت يشجع على الإفلات من العقاب، وأن الضغط الدولي بات ضرورة أخلاقية وسياسية لوقف نزيف الأرواح داخل السجون الإيرانية.










