أكبر أزمة نزوح بالعالم.. الأمم المتحدة: تصاعد المعارك يُهجّر 7 ملايين سوداني
أكبر أزمة نزوح بالعالم.. الأمم المتحدة: تصاعد المعارك يُهجّر 7 ملايين سوداني
أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من عشرة آلاف سوداني خلال ثلاثة أيام فقط، نتيجة تصاعد المعارك في إقليمي دارفور وكردفان، في مؤشر جديد على تفاقم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأفادت المنظمة الدولية بأن موجات النزوح الأخيرة جاءت عقب اشتداد المواجهات المسلحة، ما أجبر آلاف الأسر على الفرار من منازلها بحثًا عن الأمان، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الصحية، وغياب شبه كامل للحماية الإنسانية في مناطق القتال، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الثلاثاء.
وأكدت الأمم المتحدة أن الحرب المستمرة دفعت نحو سبعة ملايين سوداني إلى الفرار خارج البلاد، في واحدة من أكبر حركات اللجوء في العالم خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت أن ملايين آخرين يعيشون حالة نزوح داخلي، متنقلين بين المدن والقرى ومخيمات الإيواء المؤقتة، في ظل ظروف معيشية قاسية وانعدام سبل العيش.
احتياجات إنسانية ضخمة
بيّنت التقارير الأممية أن السودان بات يشهد أكبر أزمة نزوح في العالم حاليًا، مع تزايد أعداد الفارين يوميًا من مناطق الاشتباكات، خاصة في غرب ووسط البلاد، حيث تتقاطع العمليات العسكرية مع هشاشة البنية التحتية وانتشار الفقر.
وحذّرت الأمم المتحدة من أن استمرار القتال يضع نحو 20 مليون سوداني في دائرة الخطر المباشر، مؤكدة أن هؤلاء بحاجة عاجلة إلى مساعدات إنسانية تشمل الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى، والمياه النظيفة.
وقدّرت المنظمة أن الاستجابة لهذه الاحتياجات تتطلب ما لا يقل عن 2.9 مليار دولار، في وقت تعاني فيه خطط الإغاثة من نقص حاد في التمويل وتراجع التزامات المانحين.
مخاوف من تدهور أوسع
نبّهت الأمم المتحدة إلى أن تفاقم النزوح، بالتوازي مع تعطل الزراعة والأسواق والخدمات الأساسية، ينذر بموجات جديدة من الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن.
ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لتكثيف الدعم الإنساني، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، والضغط من أجل وقف القتال، محذرة من أن استمرار الصراع سيحوّل الأزمة الإنسانية في السودان إلى كارثة إقليمية ذات تداعيات طويلة الأمد.
وتعكس هذه الأرقام، وفق الأمم المتحدة، حجم المأساة المتصاعدة في السودان، حيث لم تعد الحرب تهدد الاستقرار السياسي فحسب، بل باتت تقوّض أسس الحياة لملايين المدنيين العالقين بين نيران الصراع وغياب الحلول.











