يمنيون: تفعيل إدراج الجامعة العربية للحوثيين كمنظمة إرهابية يسهم في حفظ الأمن القومي
يمنيون: تفعيل إدراج الجامعة العربية للحوثيين كمنظمة إرهابية يسهم في حفظ الأمن القومي
يواجه اليمن أكبر أزمة تعرفها الإنسانية في الوقت الراهن، كما يمثل أكبر تجمع للنزوح الداخلي، فضلاً عن كونه أكبر حقل ألغام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
ومنذ 2014، حولت المليشيا الحوثية المدن اليمنية إلى حمام دم، عن طريق القصف الوحشي للأحياء السكنية بالصواريخ الباليستية وزجّ عشرات الآلاف من عناصرها والأطفال في محارق الحرب، فضلًا عن أعمال قرصنة متصاعدة في البحر الأحمر، كان آخرها اختطاف السفينة المدنية "روابي" التي تحمل علم الإمارات في 5 يناير 2022.
على الجانب الآخر تحاول الشرعية اليمنية فرض سلام واستقرار لشعب اليمن بأكمله متخذة السبل كافة، كان آخرها ما دعا إليه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي الدول العربية، إلى تفعيل القرار الذي اتخذته الجامعة العربية على مستوى المندوبين 12 يونيو الحالي، بإدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية بصورة عاجلة، من أجل ردع الانتهاكات الفظيعة بحق الشعب اليمني، وتجفيف موارد تمويل هذه الميليشيا الإرهابية.
وتسبب ظهور مليشيا الحوثي وحروبها ضد الدولة اليمنية منذ 2004 حتى 2011، في مقتل آلاف المدنيين والمعاقين، وخسارة مليارات الدولارات، واستنزاف أموال الشعب اليمني، لكن هذه الحروب كانت في الإطار الداخلي بين هذه الجماعة الإرهابية والدولة اليمينية حتى سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
رصد التقرير الصادر عن الملتقى الوطني لحقوق الإنسان باليمن مؤخرا، ارتكاب مليشيات الحوثي نحو 504 جرائم إرهابية بحق الملاحة البحرية قبالة اليمن، في انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.
وكشف التقرير ارتكاب المليشيات المدعومة إيرانيًّا، نحو 5091 جريمة إنسانية ضد المدنيين العزل في 18 محافظة، تراوحت بين الإخفاء القسري والاعتقالات والتعذيب.
ورغم إدراج الحوثيين كجماعة إرهابية من جانب الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في 11 يناير 2021، ودخول القرار حيز التنفيذ في 19 يناير من الشهر نفسه، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، وتحت ضغوط من تيارات سياسية داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، بدأت إجراءات رفع مليشيا الحوثيين من القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية في 6 فبراير من العام الماضي.
أرسل القرار الأمريكي برفع اسم الحوثيين من لائحة الإرهاب الأمريكي رسالة خاطئة، فجميع الأرقام تؤكد زيادة استهداف الحوثيين للأهداف المدنية سواء داخل اليمن أو في دول الجوار.
ارتكب الحوثي بعدها جريمة إرهابية جديدة وضد هدف مدني، عندما قام بقرصنة السفينة الإماراتية المدنية "روابي" في يناير الحالي كدليل آخر على ما يقوم به الحوثيون من أعمال إرهابية، خاصة أن القيادات التي وقفت وخططت لخطف السفينة، كانت مدرجة بالفعل ضمن لائحة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية.
ويحسب للتحالف العربي أنه تعامل بالفعل مع نحو 100 زورق بحري مفخخ في باب المندب وجنوب البحر الأحمر، بالإضافة إلى نشر الحوثيين 248 لغماً بحرياً يمكن أن تستهدف أي سفينة مدنية عابرة، وفق ما صرح به مدير إدارة العمليات العسكرية بقوات التحالف، اللواء ركن عبدالله الأحبابي، في 8 يناير 2022.
تفعيل القرار واجب وضرورة
قال وكيل محافظة ريمة اليمنية، محمد عسل: "إن هذا القرار جيد وتفعيله واجب وضرورة، وسبق من قبل أن تم تصنيف جماعة الحوثي من قِبل الإدارة الأمريكية ومجلس وزراء العرب ومجلس الأمن الدولي، وجماعة الحوثي بشكل عملي تمارس الإرهاب على أرض الواقع، وأبناء الشعب اليمني يعرفون أن هذه الجماعة إرهابية ترتكب جرائم حرب ضد اليمنيين، أفعالهم على الأرض تبرهن وتقر بإرهاب تلك الجماعة، وأنهم مجرمون قتلة، ونتمنى من منظمات حقوقية كبيرة عالمية وكيانات إدراج هذه الجماعة كتنظيم إرهابي أيضًا، وآمل في إصدار عقوبات على قياداته والمنع من السفر، وحجز أموالهم التي سرقوها من الشعب اليمني".
.jpg)
وأكد العسل أن جرائم الحوثيين فاقت جرائم داعش والقاعدة، معبرًا عن أسفه من الصمت الدولي متسائلًا: لماذا السكوت أمام ما يرتكب من جرائم من قِبل مليشيات الحوثي بحق أبناء الشعب اليمني حتى في المناطق التي تسيطر عليها؟ ونتمنى تفعيل القرار، ولا يقف الأمر حيز القول، وإدراج كل من يساند ويعمل مع هذه الجماعة إرهابي، هذه الجماعة خطرها دولي ولا يقف عند حد اليمن، فيجب الانتباه إلى خطرهم الذي فاق الحدود.
الحسم العسكري
قال رئيس مركز البلاد للدراسات في مأرب، حسين الصوفي: "إن إدراج الجامعة العربية للحوثيين كمنظمة إرهابية، يأتي انطلاقًا من المسؤولية الجمعية لحفظ الأمن القومي العربي، وهذه المسؤولية أصبحت اليوم تمثل تحدياً وجودياً، باعتبار التدخلات الإيرانية وتوسيع مخالبها في جسد الوطن العربي، فلم تعد تهديدا إستراتيجيًا للمصالح العربية، بل باتت تشكل خطرًا مصيريًا والدول العربية تعيش أصعب مراحلها منذ عقود".
وأضاف: "قرار الجامعة العربية يأتي انطلاقًا من هذه المسؤولية والتي تضاعفت بشكل كبير عقب تحويل هذا "الإرهاب الخطير" إلى ورقة تتلاعب بها الدول الكبرى طبقًا لمصالحها، في أنانية مفرطة وتغافل خطير عن كل المهددات الوجودية للأمن القومي العربي، وفي اعتقادي أن اللحظة التاريخية الفارقة تستدعي من النظام العربي الرسمي ومنظوماته التعامل بحساسية أعلى وفاعلية أكبر توازي المخاطر التي باتت حرفيا معركة نكون أو لا نكون كعرب".

وتابع: “من خلال تجربة مريرة للغاية دفع اليمنيون ثمنها غاليًا والثمن كان دولتهم ودماءهم وجوع أطفالهم وثروات شعب كامل، فالتجربة تقول إن الحسم العسكري هي اللغة الوحيدة التي تفهمها إيران وعملاؤها في المنطقة، وكل المؤشرات تقول: المعركة القادمة ستكون معركة العرب جميعا”.
وأضاف: "أتوقع -وهنا بمعنى أناشد وأرجو كل العرب- أن يكون قرار إنقاذ ما تبقى من اليمن واستعادته إلى حضنه العربي، لم يتأخر ولن يتأخر قبل أن تتحول صنعاء إلى بغداد أخرى وإلى مدينة يستوطنها الأغراب وتتحدث بلسان فارسي وهي أصل العرب. هي أمنية والأماني قرارات قادة شجعان وساسة أبطال في لحظات فاصلة واستثنائية".