مجموعة السّبع توسع نطاق العقوبات على روسيا.. وتعريفات جمركية أمريكية جديدة

مجموعة السّبع توسع نطاق العقوبات على روسيا.. وتعريفات جمركية أمريكية جديدة
قمة قادة مجموعة الدول السبع

أعلن قادة دول مجموعة السبع المجتمعون في قلعة إلمو بمقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا، في قمة مخصّصة بغالبيتها للحرب الدائرة في أوكرانيا، توسيع نطاق العقوبات المفروضة على روسيا مطلقين دعوة لتوحيد الصفوف.

ويعد الإعلان أول مؤشر إلى دعم أوكرانيا في القمة التي انطلقت فعالياتها ظهر الأحد، في منطقة بافاريا في جبال الألب، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

وجاء في تغريدة للرئيس الأمريكي جو بايدن: "معاً، ستعلن مجموعة السبع حظر الذهب الروسي، المصدر الرئيسي للتصدير، ما من شأنه أن يحرم روسيا من مليارات الدولارات".

خطر التراخي

سبق أن فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا التي دخلت حربها على أوكرانيا شهرها الخامس.

لكن الحكومة الأوكرانية تطالب بتدابير إضافية بعدما قصفت القوات الروسية صباحاً كييف، في خطوة وصفها بايدن بأنها "همجية".

وعشية القمة، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قادة مجموعة السبع إلى عدم "التخلّي عن أوكرانيا"، محذّرًا من أيّ "تراخٍ" في دعم كييف، فيما دعا بايدن مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي إلى توحيد الصفوف في مواجهة موسكو.

وفي مقابلة أجريت معه قبل محادثاته مع المستشار الألماني أولاف شولتس قال بايدن إن بوتين كان يعوّل على "انقسام حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع بطريقة أو بأخرى.. لكن هذا الأمر لم ولن يحصل".

وأشاد شولتس الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة السبع بوحدة صف الحلفاء التي "لم يتوقّعها بوتين"، داعياً كلا من البلدان إلى "تشارك المسؤولية" في مواجهة التحديات المتزايدة لهذا النزاع الذي يبدو أن أمده سيطول.

ومع تحقيق القوات الروسية تقدّما ميدانيا في منطقة دونباس، سيخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة دول المجموعة، الاثنين، عبر تقنية الفيديو.

وتوافق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن "التوقيت الحالي مفصلي في النزاع وعلى إمكان قلب مسار الحرب"، وفق متحدث باسم الحكومة البريطانية.

تعريفات جمركية أمريكية جديدة

وفي سياق العقوبات، أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، عن فرض تعريفات جمركية على 570 مجموعة من المنتجات الروسية، بقيمة نحو 2.3 مليار دولار، كما تتجه لمعاقبة شركات عسكرية روسية وقرابة 500 مسؤول روسي، الثلاثاء، بدعوى “تهديد سيادة أوكرانيا، وقمع المعارضة في روسيا”.

وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية في بيان صحفي على هامش قمة مجموعة السبع، إن الرئيس بايدن وغيره من قادة المجموعة سيسعون للحصول على سلطة استخدام إيرادات أي تعريفات جمركية جديدة على البضائع الروسية لمساعدة أوكرانيا “لضمان تحمل روسيا تكلفة حربها”.

وبيّن أن إعلان الرئيس الأمريكي تطبيق معدل تعريفة جمركية أعلى على أكثر من 570 مجموعة من المنتجات الروسية جاء بموجب إلغاء الكونغرس للوضع التجاري لروسيا في الولايات المتحدة.

وذكر أن مجموعة السبع ستقر أيضاً عقوبات على “مسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، والفارين من جرائم الحرب، وممارسة السلطة المطلقة في أوكرانيا، والمتورطين في تكتيكات روسيا لسرقة الحبوب الأوكرانية، أو الربح بطريقة غير مشروعة من الحرب”، بحسب البيان.

فرضت وزارة التجارة الأمريكية القيود الأولى ضد الشركات التي تساعد روسيا في التحايل على العقوبات، وجاء ذلك في بيان البيت الأبيض الصادر يوم الاثنين، والمخصص لإجراءات إدارة جو بايدن في ما يتعلق بالاتحاد الروسي.

وستنضم العديد من الشركات من جميع أنحاء العالم إلى القائمة وسيتم منعها من شراء سلع وتقنيات أمريكية الصنع، ولا سيما أشباه الموصلات.

وستفرض وزارة الخارجية ووزارة الخزانة عقوبات ضد الأفراد الذين يساعدون روسيا في تجاوز القيود، وستصدر وزارة التجارة ووزارة الخزانة تحذيرًا مشتركًا للمؤسسات المالية لتحديد الانتهاكات المحتملة للرقابة على الصادرات.

سقف لأسعار النفط

وقالت وكالة أنباء كيودو اليابانية إن دول مجموعة السبع قريبة جدًا من قرار السعي لوضع سقف لأسعار النفط الروسي على المستوى العالمي، بالإضافة إلى أن دول مجموعة السبع تسعى جاهدة لاستخدام الدخل الإضافي الذي تم الحصول عليه نتيجة زيادة التعريفات الجمركية على السلع الروسية لمساعدة أوكرانيا.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل عن خطط لمناقشة القيود في قمة مجموعة السبع.

في الوقت نفسه، وبحسب ميشيل، من الضروري تشكيل تحالف لا يضم فقط الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة، ووفقًا لمصدر حكومي ألماني، فإن هذا الإجراء يهدف إلى تقليص دخل الدولة. الاتحاد الروسي في مواجهة ارتفاع الأسعار عالميا.

عقوبات أخرى

قال مسؤول أمريكي إن واشنطن ستفرض قيوداً على إصدار التأشيرات لـ500 مسؤول روسي، من دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

وتأتي عملية فرض قيود على إصدارات التأشيرات لنحو 500 روسي، ضمن سلسلة من العقوبات الاقتصادية والسياسية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا، منذ قيام الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي واستمراره حتى الآن.

وكان آخر العقوبات المفروضة ما صدر بشأن اتفاق اليابان وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، رفض استيراد الذهب من روسيا ضمن أولى اجتماعتها أمس ضمن مجموعة الدول السبع في ألمانيا.

عقوبات سابقة

وقع بايدن في 8 إبريل مشاريع قوانين وافق عليها الكونغرس لتعليق العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا الاتحادية وبيلاروسيا، وكذلك لحظر واردات الطاقة من روسيا في ظل الوضع في أوكرانيا، وستكون هذه الإجراءات سارية المفعول حتى 1 يناير 2024.

بداية الأزمة

اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.

وبدأت القوات الروسية، يوم 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواءً الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.

وقتل آلاف الجنود والمدنيين وشرد الملايين من الجانب الأوكراني، وفرضت دول عدة عقوبات اقتصادية كبيرة على موسكو طالت قيادتها وعلى رأسهم الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك وزير الخارجية سيرجي لافروف، كما ردت روسيا بفرض عقوبات شخصية على عددٍ من القيادات الأمريكية على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية