صحيفة أمريكية: ارتفاع التضخم داخل الولايات المتحدة يزيد معدلات التشرد
صحيفة أمريكية: ارتفاع التضخم داخل الولايات المتحدة يزيد معدلات التشرد
رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تداعيات ارتفاع معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة، وما تلى ذلك من ارتفاع حاد في أسعار فواتير الكهرباء والغاز والمواد الغذائية على الأسر الأمريكية.
وشددت الصحيفة على أن تدهور الأوضاع الاقتصادية زاد من معدلات التشرد داخل البلاد وترك المزيد من الأمريكيين بلا مأوى، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة، أن ارتفاع تكاليف السكن، إلى جانب التضخم المستمر للضروريات الأساسية مثل الغاز والطعام، ترك المزيد من الأمريكيين بلا مأوى، وملايين آخرين يخشون من أنهم سيفقدون منازلهم قريبًا، كما أبلغت الملاجئ في جميع أنحاء البلاد عن زيادة مفاجئة في أعداد الأشخاص الذين يبحثون عن المساعدة، بينما يكافحون لتغطية أساسيات الحياة.
وأضافت، أنه في حين وصل التضخم إلى أعلى مستوياته منذ 40 عامًا، تسعى العديد من الأسر الأمريكية الفقيرة للتكيف مع الحياة دون دفعة كافية من التحفيز أو الحماية الحكومية لمنع طردهم من مساكنهم.
وضربت الصحيفة الأمريكية مثالًا على ذلك، بسرد قصة لسيدة أمريكية خسرت مدخراتها في سنة واحدة؛ بسبب توقف العمل خلال فترات الإغلاق المرتبطة بمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" ثم ارتفاع أسعار المواد الغذائية وفواتير الطاقة والكهرباء، ولم تعد تستطيع دفع إيجار منزلها، ما دفع صاحب المنزل إلى طردها.
وأبرزت "واشنطن بوست" أن ارتفاع معدلات التشرد، لا سيما بين الطبقة المتوسطة التي كانت تعيش قبل أشهر أو أعوام قليلة حياة جيدة، يعكس أحدث مثال على الفارق الذي يفصل بين من يملكون ومن لا يملكون؛ حيث أتاحت أسعار المنازل المرتفعة لأصحاب المنازل الحاليين برؤية تضخم ثرواتهم.
وقالت إنه في الوقت نفسه أصبح بالنسبة لعدد متزايد من الأمريكيين مجرد العثور على مكان لقضاء الليل أكثر تكلفة، كما أنه بعيد عن متناول اليد.
ومن ناحيتها، قالت ميريديث جريف أستاذ مساعد في جامعة "جونز هوبكنز"، "نحن في لحظة محفوفة بالمخاطر للغاية، ترتفع فيها تكاليف المعيشة بسرعة كبيرة، لا سيما أسعار الغاز والطعام والإيجار، لدرجة أن المزيد من الناس لا يستطيعون تحمل تكاليف مكان للعيش فيه بعد الآن".
وأشارت إلى بيانات رسمية كشفت عن أن أكثر من 580 ألف شخص في أمريكا يعانون من التشرد وذلك منذ يناير 2020؛ بسبب الإغلاق المرتبطة بكوفيد، وما سببته من توقف لأعمال المزيد من المواطنين.
وأفاد مسؤولو ملاجئ في 15 ولاية بأن هناك زيادة كبيرة في عدد الأشخاص، خاصة الأمهات العازبات، الذين يسعون للحصول على خدمات في هذا العام، حتى إنه في بعض الحالات، تضاعفت قوائم الانتظار 3 مرات في غضون أشهر.
ورغم أنه غالبًا ما كان التشرد يصيب، في الماضي، أولئك الذين يمرون بأوقات عصيبة بعد فقدان الوظيفة أو تحمل نفقات طبية غير متوقعة أو التعامل مع مشكلات صحية طارئة، إلا أن هذه المرة تؤكد هذه الملاجئ بأن هناك ارتفاعًا في عدد الأسر التي لا تزال لديها وظائف ثابتة ورواتب جيدة، لكنها لا تستطيع العثور على منزل يمكنهم تحمل تكلفته.