أفغانستان.. الهلال الأحمر يحذر من كارثة إنسانية لا مثيل لها

تقع أفغانستان في قبضة واحدة من أسوأ أزمات الجفاف ونقص الغذاء منذ عقود، مما يهدد بكارثة إنسانية لا مثيل لها، حيث يلوح شتاء قارس في الأفق لملايين الأفغان، وفقاً للهلال الأحمر الأفغاني.

ووفقاً لبيان نشر اليوم الخميس، على الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يعاني  22.8 مليون شخص في أفغانستان (55% من السكان)، من مستويات عالية من النقص الحاد في الغذاء، بعد أن ضرب الجفاف الشديد أكثر من 80% من البلاد، مما أدى إلى شلل إنتاج الغذاء وأجبر الناس على ترك أراضيهم.

ونزح ما يقرب من 700 آلاف شخص داخليًا في أفغانستان هذا العام، لينضموا إلى نحو 3.5 مليون شخص أجبروا بالفعل على ترك منازلهم في جميع أنحاء البلاد، ويواجهون جميعًا شتاءً قارسًا، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى -20 درجة مئوية في بعض مناطق أفغانستان.

ويسلم الهلال الأحمر الأفغاني على وجه السرعة مجموعات الإغاثة الغذائية الطارئة، ومستلزمات البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء إلى الأشخاص في المناطق الأكثر تضرراً من النقص الحاد في الغذاء، بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وقال رئيس الهلال الأحمر الأفغاني بالإنابة، مولوي موتيول: “لقد أظهر الأفغان مرونة ملحوظة في مواجهة هذا الجفاف الأخير والجوع المتزايد وعقود من الصراع، الملايين من الناس يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب الخسائر الكبيرة في المحاصيل، والنقص الحاد في الغذاء، ونقص السيولة لشراء الضروريات الأساسية”.

وأضاف: “لم تتوقف فرق الهلال الأحمر الأفغاني عن مساعدة الناس في الإغاثة والرعاية الصحية، لكن الغالبية العظمى من العائلات لا تزال بدون مساعدة، وتفتقر إلى الإمدادات الغذائية الكافية، والأموال اللازمة للاحتياجات الأساسية للغاية، ومستلزمات البقاء على قيد الحياة لتجاوز أشهر الشتاء القاسية المقبلة”.

ويقدم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر 3 آلاف طن من الإغاثة الغذائية إلى 210 آلاف شخص، ويقوم الهلال الأحمر الأفغاني على وجه السرعة بتسليم مجموعات البقاء على قيد الحياة الشتوية في المقاطعات الأشد تضرراً لأولئك الذين يعانون النقص، للتخفيف من مصاعب الشتاء، يتم تزويد العائلات بأطقم الشتاء، بما في ذلك البطانيات والعزل الحراري والسخانات ولكن هناك حاجة إلى تمويل إضافي.

وناشد الاتحاد الدولي بشكل عاجل المجتمع الدولي للحصول على أكثر من 36 مليون فرنك سويسري لدعم الهلال الأحمر الأفغاني، لتقديم مساعدات الإغاثة والإنعاش في حالات الطوارئ إلى 560 ألف شخص في 16 مقاطعة الأكثر تضررًا من الجفاف الشديد والنزوح.

وقال مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ألكسندر ماثيو، بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الموجود حاليًا في أفغانستان: “هذه أسوأ أزمة جفاف وجوع يواجهها الأفغان في الذاكرة الإنسانية، هناك حاجة إلى عمل دولي أسرع بكثير لتجنب كارثة إنسانية في الأشهر المقبلة”.