فورين بوليسي: روسيا نجحت في استخدام سلاح "اللاجئين" ضد أوروبا
فورين بوليسي: روسيا نجحت في استخدام سلاح "اللاجئين" ضد أوروبا
عبرت الكاتبة الأمريكية وزميلة معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة إليزابيث براو عن اعتقادها أن روسيا تحقق مكاسب ضخمة من أزمة اللاجئين التي نشأت بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى جانب أزمة الغذاء الطاحنة التي تعصف بالعديد من دول العالم.
وأوضحت الكاتبة، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه كلما تفاقمت أزمة الغذاء على مستوى العالم، ازدادت أعداد اللاجئين إلى الدول الأوروبية، وهو وضع يمثل أعباء إضافية على كاهل الاقتصاد الأوروبي.
وتضيف الكاتبة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدأ في استخدام هذه الأوضاع كسلاح حرب ضد الغرب، حيث تشير التقديرات إلى أن أعداد اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا إلى أوروبا بسبب الحرب وصلت إلى ما يربو على 6 ملايين شخص، بينما هناك موجات هجرة أخرى لدول أوروبية من مناطق عديدة من العالم والتي تضررت بسبب أزمة الغذاء الحالية بعد تعثر وصول واردات الغذاء الأوكرانية إليهم، وأنه مما زاد من تفاقم أزمة الهجرة، ازدياد أعداد طالبي اللجوء إلى أوروبا والتي تضاعفت في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتشير الكاتبة إلى تحذير رئيسة الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل من موجات كبيرة من الهجرة إلى أوروبا، بسبب منع القوات الروسية صادرات أوكرانيا من الحبوب مما تسبب في خلق أزمات غذاء عاصفة على مستوى العالم.
وترى الكاتبة أن الموجات العاتية من الهجرة للدول الأوروبية تسبب حالة من عدم الاستقرار في جميع أرجاء قارة أوروبا، وهو السلاح الذي استخدمه بوتين ضد الدول الأوروبية دون أن يطلق رصاصة واحدة ودونما استخدام أي قوات عسكرية ضد أي دولة خارج أوكرانيا.
وتقول الكاتبة، إن أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى أوروبا في الفترة من يناير إلى يونيو من العام الجاري، بلغت 114,720 من دول عديدة غير أوكرانيا مثل أفغانستان وبنجلاديش وتونس وسوريا والعراق.
وتعبر إليزابيث براو عن اعتقادها أن هناك العديد من المهاجرين غير الشرعيين عرفوا طريقهم إلى الدول الأوروبية من خلال التسلل عبر الحدود الغربية لمنطقة البلقان، إلى جانب آلاف آخرين عبر الحدود الشرقية للبحر المتوسط.
وتشير الكاتبة إلى تحذيرات المديرة التنفيذية بالإنابة للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل إيجا كالنايا من أنه يجب على الدول الأوروبية التأهب للمزيد من موجات الهجرة غير الشرعية بسبب أزمة الغذاء العالمية الحالية.
وتقول الكاتبة، "إن الحرب في أوكرانيا تعد السبب الرئيس لأزمة الغذاء الحالية، حيث توفر أوكرانيا سنوياً الغذاء لما يقرب من 400 مليون شخص على مستوى العالم من خلال صادراتها من الحبوب للعديد من المناطق، أما الآن فلا تستطيع كييف إطعام شعبها بسبب الحرب الدائرة هناك".