المتحور المقلق أوميكرون يهدد بتعطيل انتعاش الاقتصادي العالمي

المتحور المقلق  أوميكرون  يهدد بتعطيل انتعاش الاقتصادي العالمي

أثارت السلالة الجديدة المكتشفة من فيروس كورونا، “أوميكرون”، انزعاج السلطات في أنحاء العالم، حيث سارعت الدول إلى تعليق السفر من دول جنوب القارة الإفريقية، وهو ما يشكل خطرًا اقتصاديًا يهدد بتعطيل الانتعاش الاقتصادي العالمي، وتفاقم اختناقات سلاسل التوريد التي ترفع الأسعار التي تعاني بالفعل من ارتفاعات تؤثر سلباً على كل سكان العالم بدرجة أو أخرى.

 

وتكبدت أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأوروبا وبعض دول آسيا، أكبر خسائرها منذ أكثر من عام، لا سيما أسهم شركات الطيران وغيرها من الشركات المرتبطة بقطاع السفر، وكذلك النفط الذي خسر نحو 10 دولارات للبرميل.

 

عملة جنوب إفريقيا

جاء اكتشاف السلالة الجديدة من كوفيد-19 في جنوب إفريقيا، في وقت عصيب بالنسبة للعملة المحلية “الراند”، حيث تتجه العملة حاليا لتشهد أكبر انخفاض أسبوعي لها خلال 5 أسابيع، حيث انخفضت، يوم الجمعة، بنسبة 2.4% إلى أقل مستوى مقابل الدولار، حسبما ذكرت وكالة “بلومبرج”.

 

وتعرضت الأسهم المرتبطة بالسياحة لأضرار، حيث انخفضت أسهم مجموعة “سيتي لودج” الفندقية بأكثر من 20% في جوهانسبرج، وارتفعت قيمة السندات طويلة الأجل فيما ينحدر معدل العائد، مما يشير إلى أن المتداولين يتوقعون تباطؤ النمو.

 

أسهم أوروبا

وتراجعت الأسهم الأوروبية بأكثر من 3% ، أمس الجمعة، ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 3.3% متجها صوب تسجيل أسوأ جلسة منذ أكثر من عام.

 

وانخفض المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 3.3%، وتراجع المؤشر داكس الألماني 3.4%، ونزل المؤشر كاك 40 الفرنسي 4.3%.

 

وهوت أسهم قطاع السفر والترفيه 6.5% بعدما أعلنت بريطانيا فرض حظر مؤقت على رحلات الطيران من جنوب إفريقيا وعدة بلدان مجاورة لها، كما هبطت أسهم قطاع شركات النفط والغاز 5.8 % في حين تراجع قطاع شركات التعدين 4.4 %.

 

الأسهم الأمريكية

في بورصة وول ستريت، هبط مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.5 بالمئة ليسجل أسوأ أداء يومي منذ أواخر أكتوبر 2020.

 

الأسهم اليابانية والصينية

وتراجع المؤشر نيكي الياباني، يوم الجمعة، إلى أدنى مستوى خلال شهر بفعل المخاوف المرتبطة باكتشاف السلالة الجديدة، حيث هبط  2.53% ليغلق عند 28751.62 نقطة، وهو أقل مستوى إغلاق منذ 25 أكتوبر، وسجل أكبر تراجع يومي له خلال أكثر من 5 أشهر.

 

وانخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.01 % ليغلق عند 1984.98 نقطة وهو أقل مستوى في 6 أسابيع.

 

النفط يهوي 13%

 

وخسرت أسعار النفط عشرة دولارات أمس، مسجلة أكبر تراجع في يوم واحد منذ أبريل 2020، بمقدار 13%، بعدما أثار اكتشاف السلالة الجديدة قلق المستثمرين، وعزز المخاوف من تضخم فائض المعروض العالمي في الربع الأول من العام المقبل.

 

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 9.50 دولار، بما يعادل 11.6% إلى 72.72 دولار للبرميل عند التسوية، لتسجل انخفاضا أسبوعيا بأكثر من 8%.

 

وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 10.24 دولار أو 13.1% إلى 68.15 دولار للبرميل.

 

هل فات أوان حظر السفر؟

يأتي اكتشاف “أوميكرون” مع دخول فصل الشتاء، حيث تزيد التجمعات في الأماكن المغلقة مع اقتراب أعياد الميلاد، وهو ما يوفر أرضا خصبة للعدوى، ويقول أحد علماء الأوبئة في هونغ كونغ، الدكتور بن كاولينج من جامعة هونغ كونغ: “إنه ربما يكون قد فات أوان تشديد قيود السفر في مواجهة السلالة الجديدة”.

 

وأضاف أنه “من المرجح أن هذا الفيروس موجود بالفعل في أماكن أخرى، لذلك إذا أغلقنا الأبواب الآن، فمن المحتمل أننا نفعل ذلك بعد فوات الأوان”.

 

ووافقه الرأي أستاذ الأمراض المعدية في جامعة إدنبرة، مارك وولهاوس، حيث قال: “إنهم قد يكسبون البلدان مزيدًا من الوقت لتسريع التطعيم وإدخال تدابير أخرى، لكن من غير المرجح أن يمنعوا دخول متغيرات جديدة”.

 

وأوصى مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، الدول الـ 27 في الاتحاد بتعليق الرحلات القادمة من منطقة جنوب القارة الإفريقية.

 

ألمانيا

وأعلن وزير الصحة الألماني، ينس شبان، أن بلاده قررت تصنيف دولة جنوب أفريقيا كمنطقة متحور كورونا، بسبب المتحور الجديد B529.1.1، مضيفا أن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من ليلة أمس الجمعة، موضحا أنه لن يُسمح لشركات الطيران سوى بإعادة المواطنين الألمان.

 

أمريكا

وأعلنت الولايات المتحدة إغلاق حدودها أمام المسافرين الوافدين من 8 دول في إفريقيا الجنوبية ابتداء من الاثنين المقبل، وذلك بعد رصد المتحور الجديد.

 

كندا

وقالت كندا إنها ستغلق حدودها أمام السفر من دول، جنوب إفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو واسواتيني وموزمبيق ومالاوي.

 

بريطانيا

وأعلن وزير الصحة البريطاني ساجيد جاويد، تعليق رحلات الطيران من جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وبوتسوانا وإيسواتيني وزيمبابوي، مشيرا إلى أن هذه الدول ستضاف إلى القائمة الحمراء، وفقا لصحيفة “ايفيننج ستاندارد” البريطانية.

 

مصر

وفي مصر، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء، السفير نادر سعد، إن بلاده قررت إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب إفريقيا، إلى جانب عدد من الدول المجاورة، ومن المقرر إجراء اختبار فحص الحامض النووي السريع للقادمين من تلك الدول كـ”ترانزيت” في طريقهم إلى دول أخرى.

 

الإمارات

ومن جانبها، أعلنت شركة طيران الإمارات تعليق دبي دخول المسافرين الوافدين من سبع دول إفريقية، هي: بوتسوانا، وإسواتيني، وليسوتو، والموزمبيق، وناميبيا، وجنوب إفريقيا وزيمبابوي، مشيرة إلى أن كل المسافرين الوافدين، أو ركاب الترانزيت، القادمين من الدول التي أُدرجت أسماؤها على القائمة، لن يسمح لهم بالدخول إلى دبي، بدءًا من الاثنين 29 نوفمبر.

 

السعودية

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية تعليق الرحلات الجوية القادمة من جنوب إفريقيا، وإليها، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السعودية.

 

وشددت العديد من الدول الأخرى قيود السفر، ومنها الهند واليابان وتركيا وإسرائيل وسويسرا وجواتيمالا والبرازيل وسنغافورة والمغرب والأردن  قيوداً على السفر من جنوب القارة الإفريقية.

 

تقارير “مقلقة”

وقالت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا، إن السلالة الجديدة تحتوي على بروتين تاجي يختلف جذريا عن البروتين الأصلي الذي تعتمد عليه اللقاحات، مما يزيد “القلق” ويشعل المخاوف حول فاعلية اللقاحات الحالية.

 

وقال وزير الصحة في جنوب إفريقيا، جو باهلا، إن الدراسات الأولية تشير إلى أن السلالة الجديدة قد تكون أكثر قدرة على الانتشار.

 

وقال وزير الصحة البريطاني، ساجيد جافيد، إن المتغير الجديد الذي تم تحديده في جنوب إفريقيا “قد يكون أكثر قابلية للانتقال” من سلالة دلتا”.. وأضاف: “اللقاحات التي لدينا حاليًا قد تكون أقل فاعلية”.

 

وأعلنت شركة “بايونتيك” الألمانية، أنها تدرس درجة الحماية التي يقدمها لقاحها، الذي طورته مع عملاق الأدوية الأمريكي “فايزر” ضد المتحورة الجديدة، متوقعة الحصول على المزيد من المعطيات في غضون أسبوعين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية