الذكاء الاصطناعي سلاح جديد للإمارات في حربها ضد التغيرات المناخية
الذكاء الاصطناعي سلاح جديد للإمارات في حربها ضد التغيرات المناخية
تعد التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين، وتتطلع الأمم المتحدة والعديد من الدول إلى العمل من أجل المحافظة على البيئة ومكافحة تأثيرات تغير المناخ.
ودولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتعزيز جهودها في مواجهة التحديات المناخية.
وخلال الأعوام السابقة، تمكنت الإمارات من استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل متقدم من خلال منصة GPTGO.ai والمعروفة أيضًا بـ"جوجلبت"، وتعتبر هذه المنصة محرك بحث يدمج إجابات ChatGPT لتقديم معلومات دقيقة وشاملة.
وأسهمت جهود الإمارات في استخدام الذكاء الاصطناعي في التصدي للتغيرات المناخية في عدة نتائج إيجابية، مثل الحد من الانبعاثات الضارة وتحسين استدامة الموارد البيئية، وتُعد الإمارات نموذجًا يحتذى للدول الأخرى في استخدام التكنولوجيا لمكافحة التحديات المناخية العالمية.
ويعتمد نجاح الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي على رؤيتها الطموحة واستراتيجياتها المبتكرة، وتقود الإمارات مبادرات مثل "الذكاء الاصطناعي للجميع" بهدف جعل الذكاء الاصطناعي متاحًا للجميع وتعزيز المعرفة والتوعية بفوائده.
ومن خلال رصد ما نُشر في وسائل الإعلام الدولية في الفترة السابقة، نجد أن الإمارات تعمل على جذب المواهب والشركات العالمية في هذا المجال، من خلال إنشاء مراكز للابتكار والبحث وإقامة تحالفات مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية.
وتعتبر الإمارات جزءًا من استراتيجية "الذكاء الاصطناعي 2031"، التي تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من حياة الناس وعمليات الحكومة، وتشمل الاستراتيجية التنمية المستدامة في مختلف القطاعات مثل الصحة والتعليم والاقتصاد والنقل.
وتستضيف الإمارات أبرز المؤتمرات والمعارض الدولية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعمل على بناء منصات لتبادل الخبرات والتعاون بين الخبراء، ويهدف ذلك لتعزيز التعاون وتسريع وتيرة التقدم التقني في مجال الذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه الجهود وسط تحذيرات تتزايد من تأثيرات التغيرات المناخية على كوكب الأرض بشكل مقلق، فعلى مر العقود الماضية، شهدنا زيادة ملحوظة في درجات الحرارة العالمية وتغيرات جذرية في نماط الطقس وتدهور في البيئة الطبيعية.
"جسور بوست" ناقشت مجهود دولة الإمارات في التصدي للتغيرات المناخية من خلال الذكاء الاصطناعي وكيفية عمله مع خبراء وباحثين.
آلية عمل الذكاء الاصطناعي للتصدي للتغيرات المناخية
الأمر يشرحه الخبير الدول في الذكاء الاصطناعي المهندس محمد شكري، قائلا، إنه يمكن للتكنولوجيا خاصة الذكاء الاصطناعي المساهمة في حل مشكلات كبيرة تهدد حياتنا مثل مشكلة التغيرات المناخية، ويمكن للذكاء الاصطناعي العمل على حلها بآلية تبدأ بجمع البيانات، ويتم استخلاص بيانات من مصادر متعددة مثل الرادارات الجوية وأجهزة الاستشعار عن بعد ومحطات المراقبة الجوية، ويتم تحليل هذه البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي للحصول على فهم دقيق للتغيرات المناخية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، أيضًا التوقعات والتنبؤات، إذ يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المجمعة وتوقع التغيرات المناخية المحتملة في المستقبل، وهذه التنبؤات تساعد السلطات والمعنيين باتخاذ القرارات الفعالة لمكافحة التغيرات المناخية، كذلك تحسين الكفاءة البيئية، وهنا يتم استخدام التكنولوجيا المدمجة في الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة الاستخدام البيئي للموارد، ويتم تشغيل العديد من الأجهزة والأنظمة بشكل ذكي لتقليل الاستهلاك الزائد والتلوث الناجم عنه.
واستطرد، يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية التواصل مع المواطنين وتوعيتهم بضرورة الاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها، ويتم توفير إجابات تفصيلية وواضحة عبر منصة جوجلبت للإجابة عن استفسارات العامة بشأن التغيرات المناخية والتدابير المتبعة للتصدي لها.
أهمية الذكاء الاصطناعي
بدوره، علق الخبير التقني بلال البخاري، بقوله، على الرغم من الإمكانيات الهائلة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في تحقيق تقدم مستدام، يبقى العمل الشاق والتعاون الدولي ضروريين لمواجهة تحديات التغير المناخي، ويتعين علينا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي كأداة قوية في جعل العالم أكثر استدامة وحماية في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها البشرية مع تغيرات المناخ، والذكاء الاصطناعي (AI) قد يكون حلقة الوصل الرئيسية في البحث عن حلول فعالة، وبدأت التكنولوجيا في تأثير خارجي على البشرية منذ قدوم الذكاء الاصطناعي إلى الواجهة، وهو ما يمكن أن يساهم في فهمنا للتغيرات المناخية وحماية كوكبنا.
وأضاف البخاري لـ"جسور بوست"، في هذا السياق، أطلقت شركة GPTGO المعروفة بمحرك البحث الخاص بها، والمعروف أيضًا بـ"GPTGO"، وهو اختصار لـ GoogPT، وذلك لأنه يجمع بين التقنيات الأحدث للبحث وسرعة اﻷلانجة التي يقدمها، ويعتمد هذا المحرك على تقنية الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم "ChatGPT"، التي تسمح للمستخدمين بطرح أسئلتهم بشأن الموضوعات ذات الصلة والحصول على إجابات شاملة وموثوقة.
وأشار إلى أنه بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة المستخدمة في GPTGO، يمكن للمستخدمين الآن الوصول إلى مجموعة واسعة من المعلومات والبيانات حول التغيرات المناخية بشكل سهل وسريع.. واستطرد، تتيح هذه التكنولوجيا الحديثة تحليل وفهم البيانات الكبيرة المتعلقة بالبيئة والتغيرات الجوية، ما يسهم في توفير معلومات موثوقة للباحثين والمهتمين بالمسائل المناخية على حد سواء.
وأضاف: أنه لا يتوقف دور الذكاء الاصطناعي في مجرد توفير المعلومات، بل يمكن أن يساعد أيضًا في تطوير حلول مبتكرة للتحديات البيئية العالمية، من خلال التصميم الذكي والعمل على تحليل البيانات، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة العلماء والباحثين في اكتشاف نماذج وتوجيهات جديدة للمحافظة على البيئة والحد من التغيرات المناخية.
وأتم، الذكاء الاصطناعي يعتبر ثورة تكنولوجية مهمة جدًا ستساهم في حل أزمة المناخ، باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الكمومية والمحاكاة المناخية، يمكن للمجتمع العلمي أن يعمل على توفير حلول بيئية مبتكرة واقتصادية، يحدث ذلك من خلال اكتشاف نماذج تنبؤية للتغيرات المناخية، واقتراح مشاريع الطاقة المتجددة، وتحسين قرارات السياسات البيئية.