الروهينغا يفرون من القصف والجوع وسط تصاعد العنف في ولاية راخين
الروهينغا يفرون من القصف والجوع وسط تصاعد العنف في ولاية راخين
بعد سنوات من التعايش مع النزاع في ميانمار/بورما، دفع تصاعد القتال عشرات الآلاف من الروهينغا إلى الفرار صوب بنغلاديش المجاورة حاملين شهادات مروّعة عن الحرب.
تصف حسينة، وهي لاجئة تبلغ من العمر 50 عامًا، رحلتها -وفقا لوكالة فرانس برس- قائلة: "رأيت عددًا لا يحصى من الجثث"، بعد أن نجت من القصف والنهب في ولاية راخين.
تصاعد العنف وموجات اللجوء
اندلعت المواجهات في ولاية راخين بعد هجمات شنها متمردو "جيش أراكان" على قوات المجلس العسكري البورمي في نوفمبر 2023 حين هرب العديد من الروهينغا، مثل حسينة، عندما سيطر جيش أراكان على مناطق في ماونغداو، حيث قصفت قذائف مدفعية المنازل وأودت بحياة العديد، بينهم أطفال.
محمد ياسين، أحد الناجين، قال: "القصف كان كثيفًا ومستمرًا حتى اهتزت الأرض لأيام"، فيما تحدّث آخرون عن محاولات جيش أراكان إجبار الرجال الروهينغا على القتال في صفوفهم، وهو ما أدى إلى فرار بعضهم، بينهم أبو بكر، الذي فقد زوجته أثناء محاولتهم الوصول إلى بنغلاديش.
الأوضاع المتردية في المخيمات
تواجه مخيمات اللاجئين في كوكس بازار صعوبات بالغة مع تزايد أعداد النازحين الروهينغا، ويقول شمس الدجى، من مكتب مساعدة اللاجئين، إن المخيمات كانت بالفعل مكتظة بموجات لجوء سابقة، مما زاد من معاناة الوافدين الجدد.
ويؤكد الناشط المدافع عن حقوق الإنسان موشور روف أن "مخيمّات اللاجئين المكتظة في كوكس بازار تواجه صعوبة في الأساس في استيعاب القادمين الذين هربوا ضمن موجات هجرة سابقة وباتت الآن تعاني من الضغط الشديد".
وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وصل العديد من الروهينغا الجدد بلا متعلقات تُذكر، ما أدى إلى تفاقم الضغط على الموارد المحدودة في المخيمات، وأوضح مير مشرف حسين، المسؤول بالوكالة، أن القادمين الجدد يشاركون السكن والغذاء مع اللاجئين السابقين، ما يزيد من حالة الحرمان التي يعانيها الجميع.
تصاعد العنف في بورما والاضطهاد المستمر لأقلية الروهينغا يفاقم أزمة اللاجئين، في وقت تواجه فيه المجتمعات المضيفة تحديات إنسانية هائلة.
فوضى وأزمة إنسانية
تعيش ميانمار فوضى وأزمة إنسانية واقتصادية كبيرة منذ تولي المجلس العسكري السلطة في فبراير 2021 بعدما أطاح الزعيمة أونغ سان سو تشي وحكومتها، إذ أسفرت حملة قمع المعارضين للحكم العسكري عن مقتل أكثر من 4300 شخص، وتم اعتقال أكثر من 25 ألفا و785 شخصا منذ الانقلاب وفقا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين الحقوقية المحلية.
وتشهد أنحاء عدة من البلاد اشتباكات بين مقاتلي "قوات الدفاع الشعبي" المجهزين غالبا بأسلحة يدوية الصنع أو بدائية وقوات المجلس العسكري، فيما يشير محللون إلى أن الجيش يواجه صعوبات في التعامل مع تكتيكات المقاتلين.
وتدور اشتباكات مع مجموعات متمردة أكثر تنظيما متمركزة على طول الحدود مع تايلاند والصين.
وفر أكثر من مليون مسلم من الروهينغا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش والدول المجاورة منذ أغسطس 2017، عندما أطلق جيش ميانمار عملية تطهير ردا على هجمات جماعة متمردة.
واتُهمت قوات الأمن في ميانمار بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي وقتل وحرق آلاف المنازل.
بعد الانقلاب في الأول من فبراير 2021، أكد الجيش أنه سينظم انتخابات جديدة، لكن البلاد التي تعاني من صراع أهلي عنيف، يجب أن تكون أولاً "في سلام واستقرار"، وفق رئيس المجلس العسكري