ياكوبا سوادوغو.. قصة "بطل الأرض" الذي "أوقف الصحراء"

ياكوبا سوادوغو.. قصة "بطل الأرض" الذي "أوقف الصحراء"
ياكوبا سوادوغو

ياكوبا سوادوغو، 76 عامًا، كان مزارعًا طوال معظم حياته، حيث كان يرعى قطعة أرض في منطقة شبه قاحلة في وسط بوركينا فاسو، ولكن في الثمانينيات، كادت طريقة الحياة هذه أن تنتهي، حيث تسبب الجفاف الشديد في تآكل التربة وتدهور الأراضي، مما أدى إلى تدهور المزارع في جميع أنحاء بوركينا فاسو وجزء كبير من غرب إفريقيا.

ونقل الموقع الرسمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، عن “سوادوغو”: "كان الناس يغادرون، وكانت الحيوانات والأشجار تموت.. كان علينا أن ننظر إلى طريقة جديدة للزراعة".

وفي خضم الأزمة، طور “سوادوغو”، نسخة معدلة من ممارسة الزراعة التقليدية المعروفة باسم Zai "زاي" والتي من شأنها أن تساعد المحاصيل على البقاء على قيد الحياة عند الحد الأدنى من هطول الأمطار.

وبعد مرور 40 عامًا، أحدثت هذه التقنية التي طورها "سوادوغو" ثورة في الزراعة في معظم أنحاء إفريقيا، مما أكسبه لقب "الرجل الذي أوقف الصحراء"، و"بطل الأرض" في برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

ولعب برنامج الأمم المتحدة للبيئة دورًا رئيسيًا في الكفاح العالمي ضد التصحر، لما يقرب من 50 عامًا، من خلال دعم الرؤى مثل “سوادوغو”، وتوفير الخبرة العلمية، وتمويل المشاريع المبتكرة لاستعادة الأراضي، وتحفيز الدول على اتخاذ إجراءات منسقة ضد التصحر.

وكانت مهمة برنامج الأمم المتحدة للبيئة لمكافحة التصحر مدعومة بفكرة أنه على الرغم من أن التصحر يمكن أن يكون مدمرًا، إلا أنه يمكن أيضًا حله بسهولة من خلال الاستعادة المستهدفة للأراضي.

ومن جانبه، قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: "ليس عليك أن تكون عالماً حتى تقوم باستعادة الأرض".

وتم تحديد التصحر لأول مرة كمشكلة في الستينيات، وأصبح الآن مقبولًا بشكل عام باعتباره إحدى أكثر القضايا البيئية إلحاحًا التي تواجه العالم.

وقال كبير مسؤولي إدارة البرامج في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، جوهان روبنسون: "يؤثر تدهور الأراضي والتصحر سلباً على 3.2 مليار شخص حول العالم اليوم، وهو يضر بشكل غير متناسب بأولئك الأقل قدرة على فعل أي شيء حيال ذلك: المجتمعات الريفية، والمزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة، والفقراء المدقعون".

ووفقًا لمرفق البيئة العالمية، يمكن أن يؤدي التصحر دون رادع إلى نقص الغذاء، وزيادة أسعار المواد الغذائية بسبب الانخفاض في إنتاجية الأراضي الزراعية، بجانب التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ على مستوى العالم الناجم عن إطلاق الكربون وأكسيد النيتروز من الأراضي المتدهورة، والتهديد بعدم الاستقرار الاجتماعي من الهجرة القسرية التي ستنتج.

وعلى الرغم من أن التصحر هو من صنع الإنسان في نهاية المطاف، إلا أنه يتفاقم بسبب الطقس المتطرف، مثل الجفاف والأمطار الغزيرة المرتبطة بتغير المناخ.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية